Plague
ألقت دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء من مختلف التخصصات بظلال من الشك على النظريات السابقة حول تأثير الموت الأسود على الاختلافات الجينية في المجموعات السكانية المتضررة، ويقدر أن الموت الأسود، وهو الطاعون المدمر الذي اجتاح أوروبا وإفريقيا وآسيا في منتصف القرن الرابع عشر، قد أودى بحياة حوالي 25 مليون شخص.
وخلافا للاعتقادات السابقة، وجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة Science Advances في 17 يناير، القليل من الأدلة التي تدعم فكرة أن الطاعون الدبلي تسبب في تغيرات جينية كبيرة في المناطق المتضررة، وتعاون علماء الآثار وعلماء الوراثة وعلماء الأمراض في المشروع، حيث قاموا بتحليل الجينوم الخاص بـ 275 فردًا مدفونين في كامبريدجشير بإنجلترا، والذين عاشوا قبل وبعد الموت الأسود.
وتتحدى النتائج الدراسات السابقة التي تربط الطاعون في العصور الوسطى بتطور المناعة لدى بعض السكان، وفي حين أشارت الأبحاث السابقة إلى وجود صلة بين الموت الأسود والطفرات الجينية، فإن الدراسة الأخيرة لم تكشف عن تغييرات كبيرة في الاختلافات الجينية المتعلقة بالتنوع أو الجينات المناعية في المنطقة.
ويثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول الاستجابات الجينية المتسقة للأوبئة التاريخية ويتحدى الفكرة التقليدية القائلة بأن الموت الأسود أثر بشكل كبير على الاختلافات الجينية، ويقترح العلماء أن الاستجابات المناعية لليرسينيا الطاعونية، البكتيريا المسؤولة عن الموت الأسود، قد تكون مرتبطة بمسارات غير مكتشفة، مما يسلط الضوء على التأثير الجيني للطاعون على مجموعات سكانية متنوعة.
وقدمت الدراسة أيضًا نظرة ثاقبة للبنية الاجتماعية في كامبريدجشير، وكشفت تفاصيل حول الاتصال والتحولات طويلة المدى في النسب الجيني المحلي بسبب الهجرة من هولندا والنرويج والدنمارك، وعلى الرغم من أن النتائج لا تستبعد بشكل قاطع التأثير الانتقائي للطاعون على التنوع الجيني في كامبريدج، إلا أنها تساهم في فهم أكثر دقة لتأثير الموت الأسود على السكان وعلم الوراثة.