LEAF

وضعت ناسا أنظارها على هدف طموح: زراعة الخضروات على سطح القمر، وستشهد المبادرة، وهي جزء من المهمة القمرية "Artemis-3"، نشر تجربة تسمى LEAF (آثار القمر على النباتات الزراعية)، وتهدف تجربة LEAF إلى فهم كيفية استجابة النباتات للظروف الفريدة للقمر، بما في ذلك التعرض للأشعة الكونية والجاذبية الجزئية.

في حين قد يبدو من غير المرجح زراعة النباتات في التربة القمرية القاحلة، الا ان ناسا تخطط لاستخدام دفيئة صغيرة لتهيئة بيئة مناسبة لنمو النباتات، وسيتم إنشاء الدفيئة في منطقة مفتوحة على سطح القمر، مما يسمح للعلماء بمراقبة العملية الكاملة لعملية التمثيل الضوئي والنمو واستجابة النبات لعوامل الإجهاد، وستوفر هذه التجربة الرائدة رؤى قيمة حول جدوى زراعة النباتات الصالحة للأكل على القمر والفوائد المحتملة للمستوطنات القمرية على المدى الطويل.

ويأمل الباحثون في تحديد ما إذا كانت النباتات المزروعة على القمر آمنة للاستهلاك البشري وما إذا كانت الزراعة المستدامة ممكنة في البيئة القمرية، وسوف تكون هذه النتائج حاسمة بالنسبة للبعثات القمرية المستقبلية والجهود المبذولة لإنشاء مستعمرات بشرية على القمر.

وبينما تركز تجربة ناسا على القمر، تجري أبحاث مماثلة على الأرض لمحاكاة ظروف القمر والمريخ، ونجح العلماء، مثل العلماء في جامعة فاجينينجن الهولندية، في زراعة مجموعة متنوعة من الخضروات في محاكاة لتربة المريخ والقمر، وباستخدام البيانات المتاحة لهم، أنشأ الباحثون تركيبات تربة مشابهة لتلك الموجودة على المريخ والقمر.

وقاموا بزراعة الطماطم والفجل والبازلاء والبصل والكراث والسبانخ والفلفل والجرجير والكينوا والثوم في هذه التربة المحاكاة، وكانت النتائج واعدة، حيث تم حصاد المحاصيل بنجاح من محاكاة التربة المريخية والقمرية، ومع ذلك، فإن الخضروات المزروعة في تربة المريخ تميل إلى أن تكون أكبر وأكثر وفرة مقارنة بتلك المزروعة في التربة القمرية.

ويشير هذا إلى أن تربة المريخ قد تكون أكثر خصوبة ومناسبة لنمو النباتات من التربة القمرية، وتمثل تجربة الزراعة القمرية التي أجرتها ناسا خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا للزراعة خارج كوكب الأرض، ومن خلال استكشاف إمكانية الإنتاج الغذائي المستدام على القمر، فإننا نمهد الطريق لاستكشاف واستعمار الأجرام السماوية خارج الأرض في المستقبل.