Space

لأول مرة حدد علماء الفلك توهج الضوء عندما يبتلع نجم محتضر ويدمر أحد عوالمه التي تدور حوله وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة كانت نظرية منذ فترة طويلة فإن مراقبتها في النهاية سوف تساعد علماء الفلك على معرفة ما يحدث لنظام كوكبي عندما يدخل النجم في نوبات موته الدرامية وينفخ حجمه الأصلي بمئات المرات ويبتلع كل شيء في طريقه ومن قبل يخرج مادته الخارجية وينهار لأسفل إلى بقايا نجمية متوهجة بشدة.

ورصدت الملاحظات السابقة المراحل التي سبقت وبعد واحدة من هذه الابتلاع الكوكبي مباشرة ولكن هذه هي المرة الأولى التي يُشاهد فيها الفعل على بعد 12000 سنة ضوئية فقط من الأرض وهناك سرعان ما زاد سطوع النجم بمعامل 100 قبل أن يتلاشى بسرعة ويضيء بفائض من ضوء الأشعة تحت الحمراء الساطع طويل العمر ويتوافق هذا مع النماذج التي تصف ما سيحدث في نهاية حياة الشمس وتعطي معلومات يمكن للعلماء استخدامها لبناء تنبؤات أكثر تفصيلاً حول الأيام الأخيرة لركننا الصغير من مجرة درب التبانة.

ويقول عالم الفيزياء الفلكية كيشالاي دي من معهد كافلي للفيزياء الفلكية وأبحاث الفضاء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: إننا نرى مستقبل الأرض وإذا كانت حضارة أخرى تراقبنا من على بعد 10000 سنة ضوئية بينما كانت الشمس تبتلع الأرض فسوف يرون الشمس تشرق فجأة أثناء إخراجها لبعض المواد ومن ثم تشكل الغبار حولها قبل أن تستقر مرة أخرى على ما كانت عليه وإن موت نجم مثل الشمس عملية برية للغاية وأظهرت لنا ملاحظات النجوم الأخرى في مجرة درب التبانة في مراحل مختلفة من حياتهم كيف تسير الأمور.

وعندما ينفد وقود الهيدروجين للنجم ليحترق في قلبه يبدأ التوازن الدقيق بين الضغط الخارجي للاندماج والضغط الداخلي للجاذبية في الانهيار ويبدأ اللب في الانكماش مما يؤدي إلى زيادة الهيدروجين من الطبقات الخارجية للنجم نحو المركز والتركيز في غلاف حول اللب وبسبب الحرارة والضغط تبدأ قشرة الهيدروجين هذه في الاندماج وتولد حرارة إضافية تنفث الطبقات الخارجية للنجم إلى ما يصل إلى مئات أضعاف حجمها الأصلي ولكن الطبقات الخارجية هي أكثر هشاشة من ذي قبل وتبرد باتجاه الطرف الأكثر احمرارًا من الطيف وهذا ما يُعرف بالعملاق الأحمر.

وسوف يبتلع النجم أي شيء في مسار تلك المادة الخارجية المتوسعة وهنا في النظام الشمسي من المتوقع أن تحدث هذه العملية في غضون بضعة مليارات من السنين مع توقع أن تتوسع الشمس حتى مدار المريخ وتبتلع عطارد والزهرة والأرض في الطريق ولم يشرع دي وزملاؤه في البحث عن نجم يحتضر يختبئ على كواكبه وبدلاً من ذلك كان دي يمشط البيانات التي جمعتها منشأة زويكي العابرة التي تدرس السماء في الأطوال الموجية الضوئية والأشعة تحت الحمراء بحثًا عن النجوم الثنائية في مثل هذه المدارات القريبة بحيث يبتلع أحدها مادة من الأخرى وهي عملية تخلق توهجات من الضوء.



إقراء إيضاً : مشاهد من يوم القيامة... قمر الزهرة وأحداث فلكية مثيرة تجتاح سماء الأرض ... متابعة القراءة