Robotics

كشف فريق من المهندسين الميكانيكيين من جامعة Chung-Ang في كوريا الجنوبية مؤخرًا عن بدلة خارجية رائدة مصممة لتعزيز أداء العدائين بشكل كبير في سباقات المسافات القصيرة، ويقدم مشروعهم الرائع، الذي تم نشره بالتفصيل في مجلة Science Robotics، نوعًا جديدًا من الأجهزة القابلة للارتداء والتي تحمل إمكانات هائلة لعالم الرياضة وخارجه.

ويبرز هذا الابتكار كدليل على براعة المهندسين والإمكانيات اللامحدودة للتعاون بين الإنسان والآلة، وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، قطع المهندسون وعلماء الروبوتات خطوات كبيرة في تطوير البدلات الخارجية لمجموعة متنوعة من التطبيقات، وتم تصميم هذه البدلات الخارجية لمساعدة ذوي الإعاقة في المشي ومساعدة الجنود في حمل الأحمال الثقيلة.

ولقد أدى تنوع تكنولوجيا البدلات الخارجية وقابليتها للتكيف إلى تعزيز جهود البحث والتطوير المستمرة في هذا المجال، مما أدى إلى حلول مبتكرة بشكل متزايد، وشرع فريق البحث في جامعة Chung-Ang في مهمة لإنشاء بدلة خارجية مصممة خصيصًا لتعزيز سرعة الجري، وتتميز البدلة الخارجية الكورية الصنع بتصميمها المدمج ومكوناتها البسيطة وبنيتها المريحة.

وتتكون هذه البدلة الخارجية من حقيبة ظهر تحتوي على حزمة الطاقة، وتمارس ضغطًا متحكمًا على شبكة من الكابلات التي تمتد من الحقيبة إلى ورك مرتديها وأسفل كل فخذ، ويبلغ وزنها 4.4 كجم فقط، وتلعب دورًا محوريًا في زيادة سرعة الجري، ومع كل خطوة يتم اتخاذها، تنقبض هذه الكابلات، مما يسهل الحركة الأمامية للساق الخلفية لمرتديها بوتيرة متسارعة مقارنة بالجري التقليدي.

وبالإضافة إلى نظام الكابلات، قام الباحثون بدمج أجهزة استشعار متقدمة وجهاز كمبيوتر في البدلة الخارجية لمعالجة المعلومات المتعلقة بالمشية، وتتيح هذه الميزة المتطورة للبدلة الخارجية مزامنة الخطوات تلقائيًا مع إيقاع الجري الطبيعي لمرتديها، ويعد التآزر المتناغم بين المكونات الميكانيكية للبدلة الخارجية والتكنولوجيا المتطورة بإحداث ثورة في أداء الجري.

وللتحقق من فعالية البدلة الخارجية، أجرى فريق البحث تجارب واسعة النطاق مع العدائين الهواة المتطوعين، وارتدى المشاركون البدلة الخارجية وأكملوا دورتين بطول 200 متر في توقيت دقيق، ولقد ركضوا أيضًا نفس المسافة بدون البدلة الخارجية لإنشاء خط أساس للمقارنة، وكانت النتائج مقنعة، حيث حققت البدلة الخارجية باستمرار متوسطًا مثيرًا للإعجاب يبلغ 0.97 ثانية من أوقات السباق.

ومما لا شك فيه أن الفريق الهندسي شجعه نجاحه الأولي، ولم يكتفِ بأمجاده، وفي تطور حديث، تمكنوا من تقليل وزن البدلة الخارجية إلى 2.5 كجم فقط، مما يجعلها أكثر سهولة في الاستخدام وسهولة الوصول إليها، ويستعد هؤلاء الباحثون الآن لإخضاع ابتكاراتهم لاختبارات صارمة مع العدائين المحترفين، وهي خطوة تحمل وعدًا كبيرًا لعالم الرياضات التنافسية.




إقراء إيضاً : مشروع إنترنت دماغي قد يتيح التحكم بالأجهزة الذكية باستخدام العقل! ... متابعة القراءة