Wikipedia
أثار اقتراح إيلون ماسك الأخير بشأن ويكيبيديا اهتمامًا ونقاشًا كبيرًا في مجتمع الإنترنت، وفي خطوة غير تقليدية إلى حد ما، قدم ماسك تبرعًا مذهلاً بقيمة مليار دولار لويكيبيديا بشرط أن تعيد الموسوعة الإلكترونية تسمية نفسها لمدة عام واحد على الأقل، وتتبنى اسمًا من اقتراحه الخاص، واتهم " ماسك " ويكيبيديا بإظهار التحيز في محتواها، مما دفع إلى هذا الاقتراح الفريد والملفت للانتباه.
وتم إعلان ماسك عن هذا العرض على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به، حيث أوضح مخاوفه بشأن عملية التحرير في ويكيبيديا، ولقد عقد مقارنة بين نهج ويكيبيديا وميزة ملاحظات المجتمع التي قدمها مؤخرًا على إحدى منصاته الخاصة، وتتيح ميزة ملاحظات المجتمع للمستخدمين إضافة توضيحات إلى المشاركات التي تعتبر مثيرة للجدل من قبل الكثيرين، ولكنها تتطلب إجماعًا من الأفراد ذوي وجهات نظر مختلفة تاريخيًا.
وما هو جدير بالملاحظة بشكل خاص هو أن ماسك، على الرغم من كونه المساهم المسيطر في الشركة، أكد أنه لا يستطيع تغيير نتائج التعليقات المقدمة من المستخدمين، ويدور جوهر عرض " ماسك " حول شرط أن تغير ويكيبيديا اسمها مؤقتًا إلى "Dickipedia" مقابل تبرعه السخي، وجاء هذا الاقتراح ردًا مباشرًا على رسالة لجمع التبرعات من جيمي ويلز، المؤسس المشارك لويكيبيديا، والتي طلب فيها ويلز الدعم المالي للمنصة.
والأساس المنطقي الذي قدمه ماسك لهذا العرض غير العادي هو التأكيد على أن مؤسسة ويكيميديا، المنظمة الخيرية المسؤولة عن استضافة خوادم ويكيبيديا، لا تحتاج إلى أموال كبيرة لمواصلة تشغيل الخدمة، وسرعان ما اكتسبت منشورات " ماسك " المتعلقة بهذا الاقتراح تفاعلًا واسع النطاق، وهذه ليست المرة الأولى التي ينخرط فيها " ماسك " والمؤسس المشارك لويكيبيديا " جيمي ويلز " في خلافات عامة.
وفي الماضي، اختلفوا حول القضايا المتعلقة بسياسات الإشراف على المحتوى، والجدير بالذكر أنه في شهر مايو، انتقد أحد مؤسسي ويكيبيديا ماسك بدعوى استسلامه للضغوط التركية لفرض رقابة على الخطاب على منصته خلال الفترة التي سبقت الانتخابات العامة في تركيا، وشدد المؤسس على أهمية الدفاع عن المبادئ وعدم الاستسلام لمطالب الرقابة، داعياً إلى حرية التعبير كمبدأ أساسي وليس مجرد شعار.
في حين أن ويكيبيديا روجت لنفسها منذ فترة طويلة كمصدر محايد وغير متحيز للمعرفة، إلا أنها واجهت انتقادات من بعض الجهات بسبب انحرافها المزعوم عن هذا المبدأ الأساسي، وأدان المؤسس المشارك لاري سانجر، في بيان صدر في أغسطس : الموسوعة باعتبارها مكانًا تنخرط فيه النخب ووكالات المخابرات الأمريكية في "حرب معلومات" على عامة الناس.
وهذا يسلط الضوء على الجدل الدائر حول التزام ويكيبيديا بالحفاظ على موقف محايد ومرونتها في مواجهة الضغوط الخارجية، ويؤكد صراع المُثُل والمبادئ بين ماسك، المؤسسين المشاركين لويكيبيديا، ومؤسسة ويكيميديا، على الطبيعة المعقدة والمتطورة للإشراف على المحتوى في العصر الرقمي.