Climate

في دراسة رائدة وحديثة، أصدر العلماء تحذيرا شديدا بشأن الحاجة الملحة لمعالجة أزمة المناخ، وتشير نتائج البحث إلى أن الأنشطة البشرية لم تفعل ما يكفي لمكافحة تغير المناخ، مما ترك العالم في منطقة محفوفة بالمخاطر ومجهولة، ويرسم هذا الكشف المثير للقلق صورة صارخة لمناخ الأرض المتدهور.

وقبل بداية الألفية، لم ترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ومع ذلك، تظهر أحدث البيانات أنه في عام 2023 وحده، تم تجاوز هذه العتبة لمدة مذهلة بلغت 38 يومًا، وعلاوة على ذلك، تم إعلان شهر يوليو من هذا العام باعتباره الشهر الأكثر سخونة خلال الـ 100 ألف عام الماضية، وفقًا لتقرير صادر عن Space.

Message Dialog

وإن درجات الحرارة القياسية هذه هي نتيجة للنشاط البشري، الذي تفاقم بسبب أنماط الطقس المتكررة المعروفة باسم ظاهرة النينيو، ويتجلى هذا الأمر بشكل أوضح في القارة القطبية الجنوبية، حيث يتقلص الجليد البحري بسرعة، وفي عام 2023، شهدت القارة أدنى مستويات الجليد التي سجلتها الأقمار الصناعية على الإطلاق.

وأصبحت الآثار المدمرة لتغير المناخ واضحة بشكل متزايد، ووصلت حرائق الغابات في كندا إلى مستويات غير مسبوقة هذا العام، حيث التهمت النيران مايقارب 45 مليون فدان من الأراضي الكندية، وهذا يتجاوز الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في عام 1989 عندما احترق 19 مليون فدان فقط من الاراضي الكندية.

الكوارث الطبيعية بسبب تغير المناخ

ولا تقتصر أزمة المناخ على الأمريكتين، ويسلط التقرير الضوء على أن المناطق غير المعتادة على الظواهر الجوية القاسية تشعر أيضًا بآثارها، وفي هذا العام، شهد شمال شرق الصين فيضانات شديدة، أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، وتعد الكوارث الطبيعية الأخرى، مثل فيضانات البحيرة الجليدية في ولاية سيكيم الهندية، وعاصفة البحر الأبيض المتوسط التي دمرت أحياء في مدينة درنة الليبية، بمثابة أمثلة إضافية على الاضطرابات المناخية.

وقال ويليام ريبل، عالم البيئة في جامعة ولاية أوريغون والمؤلف المشارك للدراسة: "من الواضح أن الحياة على كوكبنا تحت الحصار"، وتكشف الاتجاهات الإحصائية عن أنماط مثيرة للقلق في المتغيرات والكوارث المرتبطة بالمناخ، وأضاف: "لم نجد أيضًا تقدمًا كبيرًا في الإبلاغ عن كفاح البشرية ضد تغير المناخ".

ويحذر العلماء من أن التصرفات البشرية تدفع أنظمة الأرض إلى حالة من "عدم الاستقرار الخطير"، وهم يظنون أنه بحلول نهاية هذا القرن قد يتم دفع ما بين ثلث إلى نصف سكان العالم الذين يتراوح تعدادهم بين ثلاثة إلى ستة مليارات نسمة إلى ما هو أبعد من "المنطقة الصالحة للسكن"، مما يجعلهم عُرضة للحرارة الشديدة ومحدودية توافر الغذاء.



إقراء إيضاً : إكتشاف بقايا قارة مفقودة منذ 155 مليون سنة ! ... متابعة القراءة