Climate

يحذر الفيزيائيون من أن الأنشطة البشرية قد تدفع نظام الأرض إلى فوضى لا يمكن التنبؤ بها ولا رجعة فيها، استنادا إلى إطار نظري مستوحى من الموصلية الفائقة، ويقترح فريق من الباحثين، بقيادة أليكس بيرناديني من جامعة بورتو، أن هناك نقطة حرجة لا يمكننا بعدها إعادة التوازن إلى مناخ الأرض.

ويشير بحثهم، الذي تم تقديمه في ورقة ما قبل الطباعة، إلى أن النشاط البشري المستمر يمكن أن يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي لا رجعة فيها، ولقد أصبح تغير المناخ، الذي يتسم بالجفاف وموجات الحر والظواهر المتطرفة، موثقا بشكل جيد بالفعل، وأوضح الفيزيائي أورفيو بيرتولامي أنه بمجرد دخول نظام الأرض في مرحلة فوضوية، يصبح حل مشاكل المناخ شبه مستحيل.

وعلى مدى السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة في الظواهر الجوية القاسية مثل حرائق الغابات والعواصف ودرجات الحرارة القياسية، ويعزو علماء المناخ هذه الأحداث إلى الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، وتوسيع الزراعة، مما دفع إلى مفهوم عصر جيولوجي جديد يعرف باسم الأنثروبوسين، وتشير هذه الحقبة إلى التأثير الكبير للنشاط البشري على الغلاف الأرضي والمحيط الحيوي والغلاف المائي والغلاف الجوي للأرض.

ويتبع عصر الأنثروبوسين عصر الهولوسين، الذي بدأ قبل حوالي 11700 عام، ويُعتقد أنه تحول في منتصف القرن العشرين تقريبًا، بالتزامن مع العصر النووي، ولفهم هذا التحول، استخدم برناديني وفريقه نموذج التحول المرحلي، الشائع في دراسة تغيرات حالة المادة، مثلما تتحول المادة الصلبة إلى سائل أو السائل إلى غاز، فإن نظام الأرض يمكن أن يخضع لتحولات، وإن كانت أكثر تعقيدًا.

بعض من الكوارث الطبيعية

واستخدم الباحثون نظرية غينزبورغ لانداو، التي تم تطويرها لنمذجة الموصلية الفائقة، لرسم خريطة مسار الأنثروبوسين بناءً على بيانات درجة الحرارة، ولقد طبقوا خريطة لوجستية، وهي أداة لاستكشاف النتائج المعقدة من نقاط بسيطة، لتحليل الاتجاهات المحتملة التي يمكن أن يتخذها الأنثروبوسين.

وتكشف النتائج التي توصلوا إليها أن المستقبل ليس محددًا مسبقًا؛ وهناك مجموعة من النتائج المحتملة، في حين أن أحد السيناريوهات يتضمن الاستقرار عند متوسط درجة حرارة أعلى، إلا أنه لا يزال بعيدًا عن المثالية، مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات الضارة على البشر والأنواع الأخرى، وفي النتيجة الأكثر تطرفاً، يتطور نظام الأرض إلى سلوك فوضوي، يتسم بتقلبات موسمية شديدة وأحداث مناخية لا يمكن التنبؤ بها، مما يجعل التخفيف من آثاره شبه مستحيل.

ويحثنا الباحثون على الاعتراف بهذه الإمكانية وتصميم استراتيجيات لمعالجة تغير المناخ وإدارة نظام الأرض بشكل فعال، مع التأكيد على أهمية اتخاذ إجراءات مسؤولة لمنع العواقب الكارثية التي قد تحل بكوكب الارض.