واجهت صناعة الهواتف الذكية حالة من الجمود الإبداعي في السنوات الأربع الماضية، وتميزت بالتصميمات المتكررة بين الشركات المختلفة، مما أدى إلى ركود الابتكار، ويشكل هذا الاتجاه خطراً على مبيعات الهواتف في المستقبل، حيث يختار المستهلكون بشكل متزايد الاحتفاظ بأجهزتهم الحالية بسبب عدم وجود تحديثات مقنعة في النماذج الجديدة.
وانخفضت المبيعات في سوق الهواتف الذكية لمدة 21 شهرًا متتاليًا، مع انخفاض بنسبة 12% في عام 2022 إلى 1.2 مليار هاتف، ويعزى الانخفاض المستمر إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك التباطؤ الاقتصادي العالمي، والتوترات الجيوسياسية، وعدم وجود تغييرات جوهرية في تصميمات الهاتف تجبر المستخدمين على الترقية.
وتشير توقعات شركة CCS Insight إلى ثورة قادمة في تكنولوجيا الهواتف الذكية في السنوات المقبلة، حيث تتصور الشاشات ذاتية الإصلاح في غضون خمس سنوات تقريباً، وسوف تُدمج هذه الشاشات "بطبقة نانوية" قادرة على إصلاح الخدوش عن طريق إنشاء مادة جديدة عند حدوث ضرر.
و"طبقة النانو"، المعروفة أيضًا باسم "طلاء النانو" أو "طلاء السيراميك"، ليست جديدة تمامًا؛ يتم استخدامه على نطاق واسع في قطاعات مثل السيارات والفضاء، وهذا الطلاء، المكون من الكربيدات والنيتريدات وعناصر أخرى، يقوم بتصحيح الخدوش الطفيفة ذاتيًا، مما يعزز المتانة ومقاومة الخدوش والأوساخ والماء والحرارة.
ومع ذلك، فإن قدرة التكنولوجيا على إصلاح الأضرار الكبيرة محدودة، في حين أنه قادر على معالجة الخدوش المتوسطة إلى الطفيفة، إلا أنه لن يستعيد الشاشات من الضرر الشديد، وأظهرت التجارب السابقة التي أجرتها شركتا إل جي وموتورولا نتائج واعدة ولكنها غير كافية، مما سلط الضوء على الحاجة إلى إجراء بحث وتطوير مكثف قبل إطلاق مثل هذه الابتكارات الرائدة تجاريًا.
ويشير الخبراء المختصون إلى أنه على الرغم من الإمكانات الواعدة، فإن الشاشات ذاتية الإصلاح التي تعمل بكامل طاقتها قد لا تكون قابلة للتطبيق حتى عام 2028 تقريبًا، ويعد البحث عن تقنيات مرنة تعمل على إطالة دورة حياة الهاتف هو القوة الدافعة وراء هذه التطورات.
وقد أدى ظهور جهاز الآيفون في عام 2007 إلى إعادة تشكيل مشهد الهواتف الذكية بشكل كامل، ومن المتوقع ظهور ابتكارات تحويلية مماثلة، وقد يؤدي دمج المواد "النانوية" إلى الثورة القادمة، مما قد يؤدي إلى تجديد تصميمات الهواتف، مما يجعلها أكثر متانة وابتكارًا في مواجهة البلى.