تكبد سوق العملات المشفرة خسائر فادحة يوم الاثنين، حيث تراجعت عملة بيتكوين والعملات البديلة الرئيسية إلى أدنى مستوياتها في أسابيع، وتأتي عمليات البيع وسط مخاوف متزايدة من حرب تجارية عالمية محتملة بعد أن فرضت الإدارة الأمريكية تعريفات جمركية جديدة صارمة، مما أدى إلى تراجع واسع النطاق في الأصول ذات المخاطر العالية في الأسواق المالية.

وانخفضت بيتكوين، العملة المشفرة الرائدة، بشكل حاد بنسبة 7% لتصل إلى 77,171 خلال تداولات الصباح، قبل أن تتعافى قليلاً إلى 78,290، وعلى الرغم من هذا الانتعاش الطفيف، لا يزال سعر البيتكوين قريبًا من أدنى مستوى له في حوالي شهر، مواصلًا اتجاهه الهبوطي الذي بدأ الأسبوع الماضي، ويتزايد قلق المتداولين من احتمال حدوث انهيار حاد في السوق، حيث قارن البعض انهيار "الاثنين الأسود" التاريخي عام ١٩٨٧، ويعكس هذا الانخفاض تراجعًا أوسع نطاقًا في أسواق الأسهم العالمية، مع تزايد قلق المستثمرين من تصاعد التوترات التجارية وتداعياتها الاقتصادية المحتملة.

وامتد التراجع ليشمل نطاق العملات المشفرة، حيث انخفضت عملة الإيثريوم، ثاني أكبر الأصول الرقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة ١٣٪، وخسرت كل من العملات المشفرة الرئيسية الأخرى، بما في ذلك XRP وSolana وCardano وPolygon، أكثر من 10 عملات من رمز TRUMP، حيث انخفضت بنسبة 15% لتصل إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 7.87 دولار.

وانكمشت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة بنحو 500 مليار دولار منذ الأسبوع الماضي، مما يعكس الخسائر في أسواق الأسهم التقليدية، وتُسلط عمليات البيع المكثفة الضوء على تحول أوسع في معنويات المستثمرين، مع ابتعاد المتداولين عن الأصول عالية المخاطر وسط تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي، والعملات المشفرة، التي كانت تُعتبر في السابق وسيلةً للتحوط من تقلبات السوق، أصبحت تتصرف بشكلٍ متزايد كغيرها من الاستثمارات المضاربية، حيث ترتفع وتنخفض بالتزامن مع الأسهم خلال فترات التوتر الاقتصادي الكلي.

ويحذر المحللون من أن اضطراب السوق قد يتفاقم إذا تصاعدت التوترات التجارية أكثر أو إذا انخفض سعر بيتكوين دون مستوى الدعم الحرج البالغ 75,000 دولار، ويُؤكد رد فعل سوق العملات المشفرة على ارتباطه المتنامي بالتمويل التقليدي، مما يجعله أكثر عرضة لصدمات الاقتصاد الكلي، وفي الوقت الحالي، ينبغي على المستثمرين الاستعداد لاستمرار التقلبات مع تطور الوضع، وستكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا التراجع تصحيحًا مؤقتًا أم بدايةً لاتجاه هبوطي أطول أمدًا.