باحثون يدربون النمل للتعرف على سرطان الثدى بمراحله المبكرة , باحثون يدربون النمل للتعرف على السرطان بمراحله المبكرة , باحثون يدربون النمل للتعرف على السرطان , استخدام النمل للكشف عن السرطان , الكشف عن السرطان بواسطة النمل ,
Cancer

النمل ليس لديه أنف  لكن هذا لا يمنعهم من شم السرطان بفضل وفرة المستقبلات الشمية على قرون الاستشعار الخاصة بها وتمتلك الحشرات حاسة شم لا تصدق ويمكنها استخدامها للكشف عن الأورام وتطلق الأورام السرطانية نسخًا مميزة من المواد الكيميائية تسمى المركبات العضوية المتطايرة التي تظهر غالبًا في سوائل الجسم مثل العرق والبول وبخار التنفس ويمكن للنمل أن يشم تلك المركبات في البول.

 ويمكن استخدام الحشرات يومًا ما كطريقة أقل تكلفة وغير باضعة للكشف عن السرطان كما يقول مؤلفو الدراسة وهذا اتجاه مثير كما يقول مهندس الطب الحيوي ديباجيت ساها الذي يختبر الجراد للكشف عن السرطان في جامعة ولاية ميتشيغان ولم يشارك في الدراسة الجديدة ويضيف أن تسخير بيولوجيا الحشرات هو نهج جديد وقوي للغاية لاكتشاف الأمراض.

وكان عالم الأخلاق في جامعة السوربون باريس الشمالية  بابتيست بيكيريت والمؤلف الرئيسي للدراسة يعلم بالفعل أن النمل يمكنه اكتشاف المركبات العضوية المتطايرة التي تنفجر من الخلايا السرطانية واكتشف سابقًا أنه يمكنه تدريب فصيلة النمل Formica fusca على التمييز بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة المزروعة في المزرعة والآن أخذ البحث خطوة أخرى إلى الأمام باستخدام الأورام الفعلية.

وبدأ Piqueret وفريقه بزرع أورام سرطان الثدي البشرية في الفئران والسماح لها بالنمو وهي تقنية تسمى xenografting ومن ثم قاموا بعد ذلك بجمع البول من الفئران المصابة بالورم والفئران السليمة ومن خلال وضع قطرة من ماء السكر أمام بول الحيوانات المصابة بالسرطان وقام الباحثون بتدريب النمل على ربط رائحة الأورام بالمكافأة وعندما أزال الفريق ماء السكر بقيت الحشرات حول بول الفئران السرطانية لمدة 20 في المائة أطول من تلك الموجودة في الفئران السليمة لأنها كانت تبحث عن علاج حلو.

واستغرق الأمر ثلاث جولات تدريبية فقط حوالي 10 دقائق إجمالاً لتأمين رابطة رائحة النمل وهذا أسرع بكثير من تدريب الكلاب التي تشم رائحة السرطان على سبيل المثال والتي يمكن أن تستغرق حوالي ستة أشهر ويقول بيكيريت: هذا شيء لم نكن نتوقعه لرؤيته بهذه السرعة.

وعلى الصعيد العالمي يتسبب السرطان في وفاة واحدة من كل ست وفيات مما يجعله سببًا رئيسيًا للوفاة ويعد الاكتشاف المبكر عاملاً حاسمًا في العلاج الناجح لكن طرق الفحص الحالية يمكن أن تكون غازية أو يتعذر الوصول إليها بسبب التكلفة وعلى الرغم من أن احتمال وجود أداة للكشف المبكر عن النمل أمر مثير إلا أن Piqueret تؤكد أن الدراسة ليست سوى دليل على المفهوم: لا يزال البحث بعيدًا عن أي نوع من التطبيقات السريرية. 

وبالمقارنة مع بيئة معملية شديدة التحكّم مع الفئران كمواضيع سيقدم المرضى الواقعيون العديد من المتغيرات بما في ذلك العمر والجنس والنظام الغذائي والتي يمكن أن تؤثر على النتائج وكانت الأورام المكتشفة في الدراسة الجديدة كبيرة نسبيًا بالنسبة للفئران وبعد ذلك سيقوم الباحثون بالتحقيق في مدى صغر حجم الورم قبل أن لا يتم اكتشافه وسوف يقومون بتوسيع نطاق الدراسة باستخدام بول من بشر مصابين بسرطانات معينة.

وفي الوقت نفسه لا داعي للقلق بشأن وجود النمل في يوم من الأيام يزحف عليك من أجل العلم كما يقول بيكيريت: إذا تم توظيف الحشرات في المستقبل كمتشمم للسرطان فسوف يقدم المرضى عينة بول يمكن للنمل تحليلها في مختبر منفصل وسوف يفرق بين الامراض قريباً.