Patient M

كان المريض M جنديًا يبلغ من العمر 25 عامًا أصيب برصاصة في رأسه أثناء الحرب الأهلية الإسبانية عام 1938 وقد نجا من الإصابة لكنه استيقظ بحالة غريبة جديدة ولم يستطع رؤية العالم إلا إلى الوراء وكانت حالة المريض M ناتجة عن تلف في الفص القذالي وهو جزء من الدماغ يعالج المعلومات المرئية وتسبب الضرر في قيام دماغه بتفسير المعلومات المرئية في الاتجاه المعاكس ولذلك عندما نظر إلى الساعة بدا أن العقارب تتحرك للخلف وعندما نظر إلى شخص ما بدا وجهه مقلوبًا.

وكانت حالة المريض M مربكة بشكل لا يصدق وكان عليه أن يتعلم كيفية التنقل في العالم بطريقة جديدة تمامًا وكان عليه أن يتعلم القراءة إلى الوراء وكان عليه أن يتعلم تجنب العقبات التي لا يستطيع رؤيتها وعلى الرغم من التحديات تمكن المريض M من التكيف مع حالته والعيش حياة طبيعية نسبيًا وتزوج وأنجب أطفالًا وحصل على وظيفة وحتى أنه تعلم العزف على البيانو بشكل عكسي.

وقصة المريض M هي شهادة على الروح البشرية وإنه يوضح أنه حتى عندما تواجه تحديًا يبدو أنه لا يمكن التغلب عليه فمن الممكن التغلب عليه وعيش حياة كاملة وسعيدة وتعتبر حالة المريض M أيضًا مساهمة قيمة في فهمنا للدماغ ولقد ساعد العلماء على معرفة المزيد حول كيفية معالجة الدماغ للمعلومات المرئية وأدى إلى علاجات جديدة للحالات الأخرى التي تؤثر على الرؤية.

وقصة المريض M تذكير بأن الدماغ عضو معقد وغامض وما زلنا نتعلم كيف يعمل ونكتشف باستمرار أشياء جديدة حول قدراته وتعتبر حالة المريض M مثالاً رائعًا على قدرة الدماغ على التكيف والتغلب على أشد الإصابات حيث دخلت الرصاصة التي أصابت المريض M من مؤخرة رأسه وخرجت من جبهته وكان الضرر الذي لحق بالفص القذالي للمريض M واسعًا وكانت حالة المريض M دائمة.

وحالة المريض M هي واحدة من الحالات القليلة المعروفة للأشخاص الذين رأوا العالم إلى الوراء بعد إصابة في الدماغ وتُعد حالة المريض M مساهمة قيمة في فهمنا للدماغ وقدرته على التكيف مع الإصابة كما أنها تذكير بقدرة الروح البشرية على التغلب حتى على أصعب التحديات وفي الواقع لم يتم الكشف عن اسم المريض M وتمت الإشارة إليه ببساطة باسم المريض M في الأدبيات الطبية.

وكان المريض M من مواطني إسبانيا وولد عام 1913 وتوفي عام 1998 وكان المريض M متزوجًا ولديه طفلان وعمل المريض M كنجارًا بعد الحرب وكان المريض M شخصًا خاصًا جدًا ولا يحب التحدث عن حالته ومع ذلك فقد كتب كتابًا عن تجاربه نُشر عام 1975 وظهرت قصة Patient M في العديد من الأفلام الوثائقية والكتب وإنه تذكير بأن الروح البشرية مرنة بشكل لا يصدق وأنه يمكن التغلب على أشد الإصابات.

ونتجت حالة المريض M عن تلف في الفص القذالي الموجود في الجزء الخلفي من الدماغ والفص القذالي مسؤول عن معالجة المعلومات المرئية ونتج الضرر الذي أصاب الفص القذالي للمريض M عن رصاصة اخترقت مؤخرة رأسه وخرجت من جبهته وكان الضرر الذي لحق بالفص القذالي للمريض M واسعًا وهذا يعني أن جزءًا كبيرًا من شحمة القذالي قد تضرر وكانت حالة المريض M دائمة وهذا يعني أنه لن يكون قادرًا على رؤية العالم بشكل طبيعي مرة أخرى.




إقراء إيضاً : من هم الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان؟ ... وكيف تقلل من فرص إصابتك بالسرطان ؟ ... متابعة القراءة