SpermSearch

في تطور رائد، كشف الباحثون في جامعة سيدني للتكنولوجيا (UTS) في أستراليا عن نظام ذكاء اصطناعي مبتكر يسمى SpermSearch والذي لديه القدرة على إحداث تحول في مجال علاج العقم عند الرجال، ويمكن لهذا النظام الثوري اكتشاف الحيوانات المنوية القابلة للحياة بسرعة في عينات من الرجال المصابين بالعقم الشديد، وهو ما يفوق بشكل كبير قدرات علماء الأجنة البشرية.

ويستخدم SpermSearch تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتطورة لتحليل صور عينات الحيوانات المنوية وتحديد خلايا الحيوانات المنوية السليمة بسرعة، وينجز النظام هذه المهمة في ثوانٍ معدودة، وهو تناقض ملحوظ مع الست أو السبع ساعات التي يتطلبها عادة علماء الأجنة المدربون للكشف اليدوي عن الحيوانات المنوية، وإن سرعة SpermSearch تعني أنه يمكن أن يكشف عن الحيوانات المنوية التي يحتمل أن تكون قابلة للحياة.

وتم تصميم SpermSearch لتلبية الاحتياجات المحددة للرجال المصابين بفقدان النطاف غير الانسدادي (NOA)، وهي حالة تؤثر على 10% من الرجال الذين يعانون من العقم، ويترك NOA الأفراد بدون حيوانات منوية في القذف، مما يستلزم إجراء جراحي يتضمن إزالة جزء صغير من الخصية، وفي الممارسة التقليدية، يقوم علماء الأجنة بغربلة الأنسجة يدويًا لتحديد موقع الحيوانات المنوية السليمة في المختبر.

وتتضمن هذه العملية الشاقة فصل الأنسجة بدقة والفحص المجهري، وإذا تم اكتشاف حيوانات منوية قابلة للحياة، فيمكن استخراجها بعناية واستخدامها في إجراءات الإنجاب المساعدة، وقد وصف الدكتور فاسيلسكو، الباحث في جامعة سيدني للتكنولوجيا، هذا التحدي على نحو مناسب من خلال تشبيهه بـ "البحث عن إبرة في كومة قش"، ومع ذلك، فقد تم تدريب SpermSearch لتسريع التعرف على الحيوانات المنوية داخل عينات الأنسجة المعقدة.

حقن البويضة بالحيوانات المنوية

ويعود تطوير SpermSearch إلى قدرته على تمييز الحيوانات المنوية بسرعة داخل عينات الأنسجة المعقدة، وقد تم تدريب نظام الذكاء الاصطناعي هذا باستخدام الآلاف من صور عينات الحيوانات المنوية، مما يمكنه من إجراء عمليات بحث عن الحيوانات المنوية أسرع بـ 1000 مرة من علماء الأجنة البشرية، والأهم من ذلك، أن SpermSearch ليس المقصود منه أن يحل محل الخبراء البشريين، بل هو استكمال لجهودهم، مما يقلل من عبء الإرهاق.

في حين أن نظام الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى من التطوير وقد خضع لتجربة صغيرة شملت سبعة مرضى، إلا أنه يحمل وعدًا هائلاً لإحداث ثورة في علاج العقم، ويتمتع SpermSearch بالقدرة على تقليل وقت العلاج وتكاليفه، مما قد يفيد عددًا لا يحصى من الأفراد الذين يعانون من العقم عند الذكور، وعلى الرغم من أنها حاليًا في مرحلة إثبات المفهوم، إلا أن هذه التكنولوجيا الرائدة تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال التكنولوجيا المساعدة على الإنجاب (ART).

ومع استمرار تطور SpermSearch، فإنه يمكن أن يوفر أملًا متجددًا للأزواج الذين يعانون من العقم بسبب العوامل المرتبطة بالذكور، ومع إمكانية تبسيط تحديد الحيوانات المنوية للتخصيب في المختبر (IVF) وعلاجات الخصوبة الأخرى، يمكن أن يظهر SpermSearch كأداة لا تقدر بثمن لعيادات العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، مما يسهل عمليات العلاج بشكل أسرع وأكثر كفاءة.


إقراء إيضاً : أعجوبة طبية.. علماء يطورون نموذج جنين بشري دون حيوان منوي أو بويضة أو رحم ... متابعة القراءة