Embryo

تمكن فريق من العلماء من معهد وايزمان للعلوم في فلسطين المحتلة من تطوير نموذج كامل لجنين بشري من الخلايا الجذعية، ويمكن أن يكون للبحث، الذي نشر في مجلة Nature، آثار على دراسة التطور البشري المبكر وتطوير علاجات جديدة للعقم، واستخدم العلماء، بقيادة البروفيسور ياكوف حنا، الخلايا الجذعية متعددة القدرات.

والخلايا الجذعية متعددة القدرات يمكن أن تؤدي إلى ظهور أي نوع من الخلايا في الجسم، لإنشاء نموذج الجنين، وتم في البداية تحويل الخلايا الجذعية إلى أربعة أنواع من الخلايا التي تشكل الجنين المبكر: خلايا الأديم الخارجي، وخلايا الأرومة الغاذية، وخلايا الأرومة السفلية، وخلايا الأديم المتوسط خارج الجنين.

والخلايا الأديمية الخارجية هي الخلايا التي تؤدي في النهاية إلى تكوين الجنين نفسه، وتشكل خلايا الأرومة الغاذية المشيمة التي تغذي الجنين، وتشكل الخلايا تحت الأرومة الكيس المحي، الذي يوفر العناصر الغذائية للجنين، وتشكل خلايا الأديم المتوسط خارج الجنين الأغشية التي تحيط بالجنين.

ومن ثم وضع العلماء الخلايا الجذعية في طبق وأضافوا مزيجًا من عوامل النمو، وتسببت عوامل النمو في تنظيم الخلايا الجذعية ذاتيًا وتشكيل بنية تشبه إلى حد كبير الجنين البشري في مرحلة 14 يومًا، وتعتبر مرحلة الـ 14 يومًا مرحلة حاسمة في التنمية البشرية، وهي المرحلة التي ينغرس فيها الجنين في الرحم ويبدأ في نمو أعضائه وأنسجته.

وبحسب الورقة البحثية، فإن نماذج الأجنة البشرية التي حصلت عليها مجموعة حنا قد توفر فرصة غير مسبوقة لإلقاء ضوء جديد على البدايات الغامضة للجنين، والتي لا يعرف سوى القليل عنها لأنه من الصعب جدا دراسة الأجنة في هذه المراحل من الحمل لأسباب أخلاقية وتقنية، ومع ذلك فإن مراحله الأولية تعد حاسمة لتطوره المستقبلي.

ولم تكن نماذج الأجنة البشرية دقيقة لأنها لم تحتوي على أنواع الخلايا التي تعد ضرورية لنمو الجنين، بما في ذلك الخلايا التي تشكل المشيمة والغشاء، كما أنها لم تنمو بعد حدود 14 يوما، وبدلا من الحيوان المنوي والبويضة، استخدم العلماء طريقة طورها البروفيسور هانا لبرمجة الخلايا الجذعية متعددة القدرات وإعادة هذه الخلايا إلى حالة أقدم، تُعرف بالحالة الساذجة.

وشدد العلماء على أنه سيكون من غير الأخلاقي وغير القانوني ومن المستحيل أيضا توليد حمل فعلي من نماذج الأجنة، وذلك لأنه عندما تتجمع الخلايا الـ 120، فإنها تتجاوز النقطة التي يمكن عندها زرع الجنين بنجاح في بطانة الرحم، والشيء الوحيد الذي يمكن استخدام نموذج الجنين فيه هو توليد أعضاء للزرع.

ويمكن استخدام خلايا الجلد للمرضى لتوليد أجنة نموذجية، والتي يمكن أن تبدأ بعد شهر أو شهرين في نمو الأعضاء التي يمكن استخدامها بعد ذلك لزرعها في المرضى، ويعد بحث العلماء إنجازًا مهمًا في دراسة التطور البشري المبكر، ويمكن أن يساعد العلماء على فهم أفضل لكيفية تطور الجنين وكيف يمكن اكتشاف أي مشاكل محتملة في وقت مبكر، ويمكن أن يؤدي البحث أيضًا إلى تطوير علاجات جديدة للعقم.



إقراء إيضاً : فوائد غير متوقعة لقشر البيض لصحة الإنسان! ... متابعة القراءة