RMT

اتخذت القوة الفضائية الأمريكية (USSF) خطوة مهمة نحو تعزيز قدراتها الدفاعية الفضائية من خلال الاختبار الأول لنظام جديد للحرب الإلكترونية المضادة للفضاء، ويأتي هذا التطور مع تصاعد التوترات مع روسيا والصين، وكلاهما أبدى اهتماماً بتسليح الفضاء، وتم تصميم النظام الذي تم اختباره حديثاً، والمعروف باسم Remote Modular Terminal (RMT)، لإحباط الهجمات المحتملة من الفضاء عن طريق التشويش على اتصالات الأقمار الصناعية للعدو.

ويحدث هذا التشويش عن طريق إغراق قنوات اتصال القمر الصناعي المستهدف بإشارات متنافسة، مما يجعله غير صالح للتشغيل، وتكتسب وظيفة آلية الرد السريع أهمية خاصة في ضوء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها روسيا والصين، والجدير بالذكر أن روسيا صوتت ضد قرار للأمم المتحدة يهدف إلى منع سباق التسلح في الفضاء، في حين امتنعت الصين عن التصويت.

ووفقاً للقوة الفضائية الأمريكية "USSF"، يوفر النظام RMT مزايا تشغيلية كبيرة، ونجح هذا الاختبار الأول في نشر النظام عبر موقعين جغرافيين مختلفين، مع جهاز تحكم عن بعد من مركز قيادة منفصل، ويوضح هذا قدرة النظام على النشر والتحكم بسهولة من نقاط مختلفة، مما يعزز قدرته على التكيف وفعاليته المحتملة.

وأكد اللفتنانت كولونيل جيريت دالمان، مسؤول في قوات الأمن الأمريكية، على أهمية هذا الاختبار، قائلاً: "يوضح هذا الحدث الرؤية الجديدة للخدمة للاختبار التنموي والتشغيلي المتكامل لتوفير المزيد من القدرات ذات الصلة"، وسلط الضوء أيضاً على قدرة النظام RMT على توفير "القدرة على الحرب الإلكترونية المضادة للفضاء لجميع مكونات القوة".

وفي حالة وجود قمر صناعي معادٍ يستهدف القوات أو البنية التحتية الأمريكية، سيتم نشر النظام RMT لإصدار إشارات تخريبية ضمن نطاق محدد من الطيف الكهرومغناطيسي، ومن شأن هذه الإشارات أن تؤدي بشكل أساسي إلى تشويش قنوات الاتصال بين القمر الصناعي وجهاز التحكم الأرضي أو الهدف، مما يجعله عديم الفائدة فعلياً، وسيكون هذا الإجراء المضاد فعالاً بنفس القدر ضد الأقمار الصناعية التي تحمل أسلحة أو تلك المصممة لأغراض المراقبة التي توفر معلومات استخباراتية عن الهجمات المحتملة.

ويشبه النظام RMT نفسه طبق الأقمار الصناعية، ويبلغ قطره حوالي 10 أقدام، وتضمن الاختبار الأولي أيضاً تقييم اختراق نقاط الضعف، وهي خطوة حاسمة في ضمان أمان بروتوكولات الاتصال عن بعد للنظام، وهذا يسلط الضوء على التزام القوة الفضائية الأمريكية "USSF" بتطوير تكنولوجيا مضادة للفضاء ليست فعالة فحسب، بل آمنة أيضًا من الاختراقات أو التلاعبات المحتملة.

ويمثل تطوير واختبار نظام RMT الذي قامت به القوة الفضائية الأمريكية "USSF" تقدماً كبيراً في السباق المستمر للسيطرة على الفضاء، وفي حين أن السلاح نفسه يبدو دفاعياً بطبيعته، فإن وجوده قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، ومع اشتداد المنافسة على الموارد الفضائية والقدرات الاستراتيجية، فمن المرجح أن يستمر تطوير أنظمة أسلحة جديدة في الفضاء.