Earthquake Lights

في تحول محير للأحداث، تم الإبلاغ عن أضواء غامضة في المغرب قبل أن يضرب زلزال مدمر بقوة 6.8 درجة جبال الأطلس الكبير في شرق المغرب، وأودى الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي بحياة ما لا يقل عن 2900 شخص، فيما أصيب نحو 5500 آخرين، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالمناقشات ومقاطع الفيديو التي تظهر ومضات مشرقة من الضوء تتدفق عبر السماء قبل لحظات من وقوع الزلزال.

في حين أنه لا يمكن التحقق من صحة مقاطع الفيديو هذه بشكل مستقل، يقترح الخبراء أنها قد تلتقط ظاهرة جوية تعرف باسم "أضواء الزلزال"، وتمتلك ظاهرة "أضواء الزلازل" تاريخ متشابك مع الأساطير، يعود تاريخ الانفجارات المضيئة المرتبطة بالزلازل إلى قرون مضت، وتتراوح من ومضات قصيرة تدوم ثانية إلى كرات نارية طويلة الأمد ذات ألوان مختلفة، موضوعة إما في مكان مرتفع أو منخفض في السماء.

وقد استمر اللغز المحيط بأضواء الزلازل لأن التنبؤ بموعد حدوث الزلزال أمر مستحيل، مما يجعل من الصعب دراسة هذه الأحداث بشكل مباشر، ولقد اعتمد الباحثون منذ فترة طويلة على الروايات القصصية، والتي غالبًا ما تكون غير موثوقة، وكما توضح كارين دانيلز، عالمة وظائف الأعضاء في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، "لقد تساءل الناس عنها إلى الأبد، وهي واحدة من تلك الألغاز المستمرة التي لا تزال قائمة ولا يتم حلها أبدًا".

ومع ذلك، مع انتشار الكاميرات الأمنية والهواتف الذكية، ظهر المزيد والمزيد من اللقطات، مما يضفي مصداقية على الاعتقاد بأن أضواء الزلازل هي ظاهرة حقيقية، والجدير بالذكر أنه تم التقاط ومضات ساطعة غامضة بالكاميرا قبل زلزال 2021 في مكسيكو سيتي، كما ذكرت شبكة PBS، وقبل زلزال 2022 في شرق اليابان، وفقًا لصحيفة الغارديان.

وفي حين أن هناك أدلة متزايدة على أن هذه الومضات تحدث بالتزامن مع الزلازل، إلا أن السبب الكامن وراءها لا يزال بعيد المنال، فهل هذه الأضواء نذير لنشاط زلزالي أم أن هناك تفسيرا آخر؟ الإجابة المختصرة هي أننا لا نزال لا نملك إجابة محددة، واقترح عالم الجيوفيزياء فريدمان فرويند من معهد SETI نظرية واحدة في ورقة بحثية استعرضت 65 تقريرًا عن "أضواء الزلازل" المحتملة التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر.

ويقترح فرويند أن أضواء الزلازل يمكن أن تنجم عن شكل متقن من الكهرباء الساكنة الناتجة عن الاحتكاك بين الصفائح التكتونية، ويعتقد أن هذا الاحتكاك قد ينتج تيارًا كافيًا لإنشاء تفريغ كهربائي مرئي، وهو ما يفسر الومضات الساطعة، ومع ذلك، لا يتفق الجميع مع هذا التفسير، وعلى سبيل المثال، تعارض كارين دانيلز هذه النظرية، قائلة: "صخرة على صخرة ليست حالة تمكن فيها الناس من توليد انفصال كبير للشحنات"، وبالتالي، لا يبدو هذا تفسيرًا معقولًا لما يلاحظه الناس.

كما تتعامل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) مع هذا الموضوع بحذر، ويشير موقع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن "علماء الجيوفيزياء يختلفون حول مدى اعتقادهم بأن التقارير الفردية عن الإضاءة غير العادية بالقرب من وقت الزلزال ومركزه تمثل في الواقع أضواء الزلزال"، وتوجد تفسيرات محتملة أخرى للومضات، مثل الهزات المبكرة التي تهز خطوط الكهرباء، مما يؤدي إلى حدوث أقواس كهربائية.

ومع ذلك، فإن دانيلز لا يستبعد احتمال أن تكون الومضات مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالزلازل، مؤكدا على افتتان الإنسان بالظواهر التي لا يمكننا فهمها بشكل كامل، وعلى حد تعبيرها: "نحن نشعر بالارتياح تجاه الأشياء التي يمكننا فهمها، ونخاف من الأشياء التي لا نفهمها"، ولا يزال لغز أضواء الزلازل يثير فضول العلماء والمراقبين ويحيرهم على حد سواء.



إقراء إيضاً : العلماء يرصدون أمراً غريبا في زلازل المغرب !! ... متابعة القراءة