Pampaphoneus biccai
عثر الباحثون على اكتشاف رائع في أمريكا الجنوبية، جمجمة كاملة لحيوان مفترس مخيف كان يجوب القارة قبل 40 مليون سنة من ظهور الديناصورات، ويوصف هذا المخلوق الوحشي، المسمى على نحو مناسب Pampaphoneus biccai، بأنه وحش "شرير المظهر" ويُعتقد أنه كان أكبر وأشرس آكلة اللحوم في عصره، مما أثار الخوف في قلوب كل من عبر طريقه.
وتم هذا الاكتشاف المذهل من قبل فريق من العلماء بقيادة بيترز، الذي اكتشف حفرية محفوظة جيدًا يعود تاريخها إلى أواخر الثمانينيات، أي ما يقرب من 265 مليون سنة، وهذه الحفرية المذهلة، التي تم العثور عليها في منطقة ساو غابرييل هيلتون في البرازيل، لا تتكون فقط من جمجمة كاملة ولكن أيضًا بقايا هيكلية مختلفة، بما في ذلك الأضلاع وعظم الذراع.
وكان Pampaphoneus biccai موجودًا قبل حدث الانقراض البرمي مباشرة، وهو حدث الانقراض الجماعي الأكثر شمولاً في تاريخ الأرض، والذي قضى على 86٪ من أنواع الحيوانات على الكوكب، وخلال هذه الحقبة، كانت أنواع Pampaphoneus biccai من بين مجموعات الحياة البرية المهيمنة على الأرض، وتضم مخلوقات بأحجام مختلفة، من متوسطة الحجم إلى كبيرة، بما في ذلك الأنواع آكلة اللحوم والعاشبة.
ويتميز Pampaphoneus biccai بعظامه القوية، فلا عجب أن هذا المخلوق حصل على اسمه، والذي يترجم إلى "رأس رهيب" في اليونانية، وعلى الرغم من أنه من المعروف أنه كان موجودًا في جنوب إفريقيا، إلا أن وجوده في أي مكان آخر في العالم أمر نادر، حيث تعد البرازيل الموقع الوحيد المعروف الذي ازدهر فيه حيوان الـ Pampaphoneus biccai.
وينتمي حيوان الـ Pampafonus bekei إلى فرع therapsid، والذي يشار إليه أيضًا باسم Dinocephalia، ويمثل قطعة فريدة ومثيرة للاهتمام من أحجية ما قبل التاريخ، وتم جمع الحفرية بشق الأنفس خلال رحلة استكشافية ميدانية مدتها شهر، ولكن بسبب التحديات التي فرضها الوباء، استغرق الأمر ثلاث سنوات إضافية لتنظيف هذه العينة التي لا تقدر بثمن ودراستها بدقة.
ومن اللافت للنظر أن هذه العينة المكتشفة حديثًا ليست سوى ثاني جمجمة بامبافونوس يتم العثور عليها على الإطلاق في أمريكا الجنوبية، وهي أكبر بشكل ملحوظ من الأولى، وتوفر حالتها الاستثنائية من الحفظ للعلماء رؤى غير مسبوقة حول مظهرها وبيولوجيتها، وتشير التقديرات إلى أن الأعضاء الأكبر حجمًا من هذا الحيوان يمكن أن يصل طولها إلى ما يقرب من ثلاثة أمتار ويزن حوالي 400 كجم.
وهذه النتائج، المفصلة في مجلة علم الحيوان لجمعية لينيان، تشير إلى أن Pampaphoneus biccai هي حيوانات مفترسة ذات مهارات عالية، قادرة على الصيد والتغذية على مجموعة واسعة من الحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ووهذا الاكتشاف ليس مجرد لمحة عن الماضي البعيد للأرض، ولكنه أيضًا شهادة على مثابرة الاستكشاف والاكتشاف العلمي، حتى في مواجهة الظروف الصعبة.