Saturn

توصل فريق من علماء الكواكب من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، إلى اكتشاف رائع فيما يتعلق بنصف الكرة الشمالي لكوكب زحل، وباستخدام البيانات التي تم جمعها من المركبة الفضائية كاسيني، لاحظوا أن نصف الكرة الشمالي لزحل يدخل حاليًا موسم الخريف، والذي يتميز بتغيرات مثيرة للاهتمام في غلافه الجوي، وعلى وجه التحديد، لاحظوا انعكاس التيارات النفاثة، وهي تيارات رياح قوية تتدفق تقليديًا من الشرق إلى الغرب حول الكوكب.

وتنجم التيارات النفاثة في المقام الأول عن اختلافات درجات الحرارة بين خط استواء الكوكب وأقطابه، وفي حالة زحل، يميل نصف الكرة الشمالي حاليًا بعيدًا عن الشمس، مما يشير إلى بداية فصل الخريف، ويعد انقلاب هذه التيارات النفاثة مؤشرا واضحا على أن زحل في منتصف مرحلة انتقالية، وأن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يبرد تدريجيا مع تقدمه نحو الانقلاب الشتوي القادم، المتوقع حدوثه بعد حوالي خمس سنوات.

وقد نشرت هذه النتائج الرائعة في مجلة Nature، ويصف الباحثون انعكاس التيارات النفاثة إلى التفاعل المعقد بين الغلاف الجوي لكوكب زحل ومجاله المغناطيسي، ويتمتع المجال المغناطيسي لزحل بقدرة فريدة على تشتيت اتجاه الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، ويؤدي هذا الانحراف إلى تسخين الغلاف الجوي، مما يؤدي بالتالي إلى تغيير اتجاه التيارات النفاثة.

ومع اقتراب نصف الكرة الشمالي للأرض وزحل من نهاية فصل الصيف الخاص بهما، من المتوقع أن يشهد زحل اتجاهًا للتبريد في نصف الكرة الشمالي، وبينما تتحرك الأرض نحو الاعتدال الخريفي الشمالي في سبتمبر، فإن زحل يسير على الطريق الصحيح لتحقيق الاعتدال الخريفي الشمالي في عام 2025، وهذا يعني أن القطبين الشماليين لكلا الكوكبين يتجهان إلى فترات طويلة من الشتاء القطبي.

وتم التقاط الفصول المتغيرة على كوكب زحل بشكل جميل في صورة حديثة تم التقاطها بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي، مما يوفر منظورًا مثيرًا للاهتمام، وتكشف الصور أن زحل، الكوكب السادس من الشمس، يشهد بالفعل اتجاها للتبريد في نصف الكرة الشمالي، وبالإضافة إلى ذلك، توفر الصورة لمحة أخيرة للقطب الشمالي لزحل، والذي يتميز بدوامة دافئة ضخمة مليئة بالغازات الهيدروكربونية، قبل أن يتراجع إلى ظلمة الشتاء القطبي.

ولالتقاط هذه الصورة المذهلة، استخدم فريق جامعة ليستر أداة جيمس ويب للأشعة تحت الحمراء المتوسطة، والتي سمحت لهم بقياس درجات الحرارة والغازات عبر الغلاف الجوي لكوكب زحل، بدءًا من قمم السحب المتماوجة وحتى الوصول إلى طبقة الستراتوسفير السامية، وقد وفر هذا أيضًا نظرة ثاقبة لمجموعة متنوعة من المواد الكيميائية داخل عالم زحل الحلقي الشهير.

والجدير بالذكر أن الانبعاثات الحرارية الساطعة تنبعث من القطب الشمالي لكوكب زحل باللون الأزرق المذهل، وعلاوة على ذلك، تعرض الصورة إعصارًا قطبيًا ضخمًا يمتد بعرض 1500 كيلومتر (932 ميلًا)، وقد تمت ملاحظته في البداية خلال مهمة كاسيني التابعة لناسا، ويحيط بهذا الإعصار مساحة أوسع من الغازات الدافئة المعروفة باسم "دوامة الستراتوسفير".

وتشكلت هذه الدوامة، المعروفة باسم "دوامة الربيع القطبية الشمالية (NPSV)،" في الأصل خلال ربيع زحل منذ أكثر من خمس سنوات واستمرت طوال فصل الصيف الشمالي، ومع حلول الاعتدال الخريفي لزحل عام 2025 في الأفق، سوف تبرد "الدوامة الستراتوسفيرية" في القطب الشمالي تدريجيا وتتبدد في نهاية المطاف مع غرق نصف الكرة الشمالي في ظلام الخريف.



إقراء إيضاً : لقطات مذهلة تظهر سقوط قمر صناعي مشتعل على الأرض ... متابعة القراءة