Earthquake

اليابان، الدولة التي تدرك تمام الإدراك مدى تعرضها للزلازل، تواجه حقيقة صارخة مفادها أنها تواجه زلزالاً هائلاً كل قرن من الزمان، وهذه الأحداث الزلزالية لديها القدرة على إلحاق خسائر كبيرة ودمار هائل، حيث تقع طوكيو، عاصمة البلاد الصاخبة، والتي تضم أكثر من 38 مليون نسمة، في بؤرة القلق.

وتؤكد السجلات التاريخية خطورة هذا التهديد، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن طوكيو من المتوقع أن تتعرض لزلزال قوي بشكل استثنائي كل مائة عام، ووقع آخر زلزال كارثي في عام 1923، حيث سجل قوة مذهلة بلغت 7.9 درجة على مقياس ريختر وأودى بحياة ما يقرب من 100 ألف شخص.

وفي الآونة الأخيرة، دق خبراء متخصصون في علم الزلازل ناقوس الخطر بشأن زلزال كارثي وشيك في منطقة طوكيو خلال الثلاثين عامًا القادمة، وإجماعهم هو أن مثل هذا الحدث ليس مسألة ما إذا كان سيحدث، بل متى، وتوقع العلماء اليابانيون، بالاعتماد على مبادئ تكتونية الصفائح، حدوث زلزال هائل بقوة 9.1 درجة على مقياس ريختر في بحر الصين الجنوبي بين عامي 2030 و2040.

ويرتكز هذا التنبؤ على فهم أن الغلاف الصخري للأرض ينقسم إلى ستة أجزاء. اللوحات الرئيسية: صفيحة المحيط الهادئ - الصفيحة الآسيوية الأوروبية - صفيحة أفريقية - صفيحة أمريكية - صفيحة المحيط الهندي وأستراليا - صفيحة القارة القطبية الجنوبية، وتظهر هذه الصفائح حركة مستمرة، وإن كانت تدريجية، بمعدلات تتراوح من 1 إلى 10 سنتيمترات سنويًا، مما يعزز تقاربها واصطدامها.

تنقسم الأرض إلى ست صفائح رئيسية مختلفة

وتؤدي هذه التفاعلات إلى تكوين مناطق زلزالية، ويؤدي التفاعل الديناميكي لصفيحة المحيط الهادئ مع الصفائح الأخرى إلى ظهور منطقة زلزالية نشطة بشكل استثنائي تُعرف باسم "منطقة المحيط الهادئ الزلزالية"، والتي تشمل طولًا إجماليًا مذهلاً يبلغ حوالي 40 ألف كيلومتر، ومن الجدير بالذكر أن ما يقرب من 80% من الزلازل العالمية تحدث داخل هذه المنطقة.

وإن موقع اليابان غير المستقر داخل هذه النقطة الزلزالية الساخنة يفسر تواتر الزلازل في البلاد، وترجع تنبؤات العلماء اليابانيين بحدوث زلزال هائل إلى مراقبتهم المستمرة لتفاعلات صفيحة المحيط الهادئ مع الصفيحة الآسيوية الأوروبية، ويوضح الخبراء أن الصفيحة الآسيوية الأوروبية، التي تحمل ثقل اليابان، بدأت تندمج وتتصادم تدريجياً مع صفيحة المحيط الهادئ في السنوات الأخيرة.

تسونامي اليابان

ويزيد هذا التقارب من احتمالات وقوع زلزال هائل في بحر الصين الجنوبي، حيث يكون مركزه قريباً بشكل خطير من طوكيو، وقد يتجاوز الزلزال المتوقع قوة زلزال المحيط الهادئ المدمر عام 2011، والذي سجل قوته 9 على مقياس ريختر، ورغم أن زلزال عام 2011 وقع على مسافة كبيرة من البر الرئيسي لليابان ولم يتسبب في دمار فوري، إلا أن التسونامي الذي أعقبه أثبت أنه كارثي.

وأحدثت أمواج تسونامي، التي وصلت إلى ارتفاعات تجاوزت 40 مترًا، دمارًا كبيرًا، بما في ذلك الأضرار الجسيمة التي لحقت بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية وانبعاث إشعاع خطير، وحزنت اليابان على خسارة 15900 شخص، وبلغت الخسائر المالية ما يقدر بنحو 500 مليار دولار.

وفي ضوء هذه السوابق المروعة، يشعر الخبراء بقلق بالغ إزاء الزلزال الوشيك الذي سيستمر على مدى قرن من الزمن، وتتفاقم مخاوفهم بسبب قرب مركز الزلزال المتوقع من مناطق مكتظة بالسكان، مما يزيد من احتمال حدوث دمار لا مثيل له ويؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير التأهب.


إقراء إيضاً : الأسرار السبعة للعيش حتى سن المائة! ... متابعة القراءة