War

كثيراً ما تتصدر الحروب والنزاعات المسلحة عناوين الأخبار بسبب خسائرها البشرية والمادية، ومع ذلك، فإن هذه الأحداث المدمرة لها أيضًا عواقب وخيمة على البيئة الطبيعية، وعلى مر القرون، تركت الحروب العديدة تأثيرًا ضارًا دائمًا على كوكب الأرض وأنظمته البيئية.

وإن الحرب تتجاوز مجرد الإضرار بالبيئة الاجتماعية؛ فهي تساهم بشكل كبير في التدهور البيئي عن طريق توليد كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، وتؤدي هذه الانبعاثات إلى التلوث وتغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية واستنزاف الموارد ايضاً، لاسيما أنها تأثر على ثقب الأوزون في الغلاف الجوي.

وكثيراً ما تصبح البنية التحتية الزراعية، مثل القنوات والآبار والمضخات، أضراراً جانبية أثناء الصراعات، مما يؤدي إلى تلوث الأنهار أو طبقات المياه الجوفية أو البحر عبر الحدود، وتشكل آثار الحرب، التي تميزت بالألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب، المزيد من التهديدات.

وتحد هذه المخلفات الناجمة عن الحروب من الوصول إلى الأراضي الزراعية، وتلوث التربة ومصادر المياه بالمواد السامة والمعادن الثقيلة، وتشكل مصادر المياه الملوثة والنفايات الكيميائية مخاطر صحية شديدة، بما في ذلك السرطان والعيوب الخلقية، التي تعزى إلى التلوث البيئي.

الالغام التي تهدد البشر والاراضي الزراعية

ويساهم استهلاك المؤسسة العسكرية الهائل للوقود الأحفوري بشكل مباشر في ظاهرة الاحتباس الحراري، وإن أساليب الحرب الحديثة، مثل التفجيرات، تضر بشكل مباشر بالحياة البرية والتنوع البيولوجي، ويمكن للأضرار الجانبية الناجمة عن النزاع أن تقضي على ما يصل إلى 90% من الحيوانات الكبيرة في المناطق المتضررة.

وغالبًا ما تنهار أنظمة إدارة النفايات أثناء النزاعات، مما يعرض البيئة للخطر، وتطلق الدبابات والمركبات الثقيلة المستخدمة في الحرب جزيئات كاشطة، في حين تدخل الذخائر المهجورة اليورانيوم إلى شبكات المياه، وعلى الرغم من هذه العواقب البيئية الكبيرة، فإن النطاق الشامل لخسائر الحياة البرية، وتدمير التنوع البيولوجي، وإزالة الغابات، وتدهور المناظر الطبيعية، واستنزاف الموارد الطبيعية الناجمة عن الحروب لا يزال غير محدد إلى حد كبير.

وحتى في وقت السلم، فإن الاستهلاك الكبير للطاقة من جانب المؤسسة العسكرية في مرافق التدريب ومصانع التصنيع يؤدي إلى تفاقم الأثر البيئي، مما يجعل من الضروري معالجة الخسائر البيئية الناجمة عن الحرب، على الرغم من ان البشر في بداية تطور كبير في تصنيع الاسلحة ومعدات الحرب القوية.