Dead Star

ظاهرة فلكية ملحوظة استحوذت في الآونة الأخيرة على اهتمام المجتمع العلمي، تاركة الخبراء في حيرة من أمرهم بسبب كثافتها التي لا مثيل لها، ويشتمل هذا الحدث على انفجار طاقة مذهل نشأ من نجم ميت، قوي جدًا لدرجة أنه يتحدى التفسير الكامل للفهم العلمي المعاصر، وقد أصبح هذا الرصد الرائد ممكنًا بفضل شبكة متطورة من التلسكوبات الموجودة في ناميبيا، والتي سمحت للعلماء بمشاهدة انبعاث أشعة جاما شديدة الكثافة.

ويُعرف مصدر أشعة جاما هذه باسم نجم الشراع النابض، الذي يقع على بعد حوالي 1000 سنة ضوئية من الأرض، والنجوم النابضة هي بقايا النجوم الضخمة التي واجهت مصيرها الانفجاري منذ ما يقرب من 10000 سنة من خلال حدث مستعر أعظم كارثي، ثم انهارت بعد ذلك إلى حالة مدمجة، ومن الجدير بالذكر أن السيدة جوسلين بيل بورنيل قامت بالاكتشاف الرائد للنجم النابض في عام 1967.

Message Dialog

ومع ذلك، تبرز الدراسة الحالية لأنها سجلت أعلى طاقة لأشعة جاما المنبعثة من النجم النابض حتى الآن، وتنبعث النجوم النابضة من أشعة دوارة من الإشعاع الكهرومغناطيسي، تشبه المنارات الكونية، وعندما تتقاطع هذه الحزم مع نظامنا الشمسي، فإنها تنتج رشقات دورية من الإشعاع، تعرف باسم الإشعاعات النبضية، ويمكن اكتشاف هذه النبضات عبر نطاقات طاقة مختلفة داخل الطيف الكهرومغناطيسي.

وتؤكد إيما دي أونا فيلهلمي، العالمة في تلسكوب النظام المجسم عالي الطاقة (HESS) في ناميبيا والمؤلفة المشاركة في الدراسة، على الكثافة المذهلة لهذه البقايا السماوية، وتشير إلى أن مجرد ملعقة صغيرة من مادة النجم النابض تحتوي على أكثر من خمسة مليارات طن، أي ما يعادل حوالي 900 مرة كتلة الهرم الأكبر في الجيزة، ومن بين النجوم النابضة ذات الأهمية العلمية الخاصة نجم الشراع النابض، المتمركز في السماء الجنوبية ضمن كوكبة الشراع.

وهو مدمج بشكل ملحوظ، حيث يبلغ قطره 12 ميلاً فقط، ويقوم بأكثر من 11 دورة كاملة في كل ثانية، وأثناء دورانه، يُصدر النجم النابض تيارًا من الجسيمات المشحونة التي تتسابق على طول محور دورانه بسرعة تقارب 70% من سرعة الضوء، وفي هذه الدراسة الأخيرة، استخدم العلماء مرصد النظام المجسم عالي الطاقة لفحص أشعة جاما، وتمثل أشعة جاما، التي تتميز بأطوال موجية قصيرة للغاية وطاقة عالية، الشكل الأكثر نشاطًا للموجات الكهرومغناطيسية.

ووصلت طاقة أشعة جاما المنبعثة من نجم فيلا النابض إلى مستوى مذهل قدره 20 تيرا إلكترون فولت (TeV)، وهو ما يعادل حوالي 10 تريليون مرة أكثر طاقة من الضوء المرئي، وهذا يتجاوز إنتاج الطاقة للنجم النابض Crab، وهو النجم النابض الآخر الوحيد الذي تم اكتشافه سابقًا في نطاق طاقة تيرا إلكترون فولت، ويقترح الباحثون أن هذا الإشعاع الاستثنائي ينبعث من إلكترونات سريعة يتم توليدها وتسريعها داخل الغلاف المغناطيسي للنجم النابض، وهو نظام معقد من المجالات المغناطيسية يشبه الغلاف المغناطيسي الكوكبي.

وتقوم هذه المجالات بتوجيه نفاثات الجسيمات على طول الأقطاب المغناطيسية، مما يخلق تفاعلًا معقدًا بين البلازما والمجالات الكهرومغناطيسية المحيطة بالنجم، ونتيجة لذلك، فإن نجم فيلا النابض، والذي يشار إليه أيضًا باسم SBR B0833-45، يتميز الآن رسميًا بكونه النجم النابض الذي ينبعث منه أعلى طاقة لأشعة جاما تم تحديدها على الإطلاق، وهذا الاكتشاف لديه القدرة على إجراء مراجعات للنماذج الفلكية الحالية.

ويؤكد أراش جاناتي أتاي، المؤلف الرئيسي للدراسة من مختبر الجسيمات الفلكية وعلم الكونيات (APC) في فرنسا، على أهمية هذه النتيجة في توسيع حدود فهمنا، ويشير إلى أن النجوم النابضة هي كيانات كونية غامضة تتميز بالكثافة الشديدة والمجالات المغناطيسية الشديدة، وإن استكشاف حدود الطاقة المرتبطة بالنجوم النابضة والمناطق المحيطة بها لا يعزز فهمنا لهذه الأجسام المثيرة للاهتمام فحسب، بل يساهم أيضًا في تحسين النماذج النظرية للعمليات الفيزيائية في هذه البيئات.



إقراء إيضاً : الأعجوبة التكنولوجية ... لاس فيغاس تفتتح أكبر وافضل شاشة على الإطلاق ! ... متابعة القراءة