Ozone Whole

كشفت بيانات الأقمار الصناعية مؤخراً عن تطور مهم ومثير للقلق: فقد توسع ثقب الأوزون في القطب الجنوبي إلى حجم مثير للقلق، حيث يمتد الآن على مساحة أكبر بثلاث مرات من مساحة البرازيل، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو احتمال أن تنمو هذه المنطقة المستنفدة للأوزون، والتي تعمل كدرع وقائي ضد الأشعة فوق البنفسجية الضارة، على نطاق أوسع من مساحتها الحالية البالغة 26 مليون كيلومتر مربع.

ويرجع هذا التوسع المقلق إلى مجموعة فريدة من الظروف، وفي المقام الأول تأخر وصول ذروة الثقب، والذي يحدث عادة في منتصف أكتوبر، ويعد تشكل ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية حدثًا سنويًا، مدفوعًا بوجود المواد المستنفدة للأوزون في طبقة الستراتوسفير والظروف البيئية المحددة الفريدة للمنطقة، ومع ذلك، فإن التوسع المحير الذي لوحظ هذا العام أثار تساؤلات بين العلماء.

Message Dialog

وفي حين لا يوجد تفسير نهائي، تكهن بعض الخبراء بأنه قد يكون مرتبطًا بثوران بركاني وقع تحت الماء بالقرب من تونغا في يناير 2022، ولقد كان ثوران البركان في تونغا حدثا جيولوجيا لا مثيل له في الحجم، يعادل أقوى تجربة نووية أجرتها الولايات المتحدة على الإطلاق وأكبر انفجار طبيعي شهدته منذ أكثر من قرن، وأدى هذا الحدث غير المسبوق إلى حقن كمية هائلة من بخار الماء في طبقة الستراتوسفير.

وربما أدى هذا التأثير المتأخر لبخار الماء على الغلاف الجوي إلى زيادة تشكيل السحب الستراتوسفيرية القطبية، وتوفر هذه السحب بيئة مثالية لتفاعل مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs)، مما يزيد من تسريع استنفاد طبقة الأوزون، وعلاوة على ذلك، يمكن أن يساهم وجود بخار الماء في تأثير التبريد في طبقة الستراتوسفير فوق القارة القطبية الجنوبية.

ويؤدي تأثير التبريد هذا إلى تضخيم تكوين هذه السحب الستراتوسفيرية القطبية، مما يؤدي في النهاية إلى تقوية الدوامة القطبية، وهي إعصار مستمر يحيط بالقطب الجنوبي، ويمكن لهذه الدوامة القطبية المعززة أن تزيد من تفاقم استنفاد الأوزون، وفي حين أن النظرية التي تربط بين الثوران وتوسع ثقب الأوزون مقنعة، يؤكد العلماء أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد التأثير الدقيق لثوران تونغا على هذه الظاهرة البيئية.

ومع ذلك، فإن التاريخ يوفر سابقة لمثل هذه التفاعلات، وفي عام 1991، أطلق ثوران بركان جبل بيناتوبو كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت، والذي تبين لاحقًا أنه ساهم في استنفاد طبقة الأوزون، ويعتمد استنفاد طبقة الأوزون بشكل كبير على درجات الحرارة شديدة البرودة، والتي تحدث عادة عند حوالي -78 درجة مئوية فقط، وعند درجات الحرارة شديدة البرودة، يتشكل نوع محدد من السحب، يُعرف باسم السحب الستراتوسفيرية القطبية.

وتحتوي هذه السحب المتجمدة على بلورات ثلجية تسهل تحويل المواد الكيميائية الخاملة إلى مركبات تفاعلية، مما يؤدي إلى تحريك العملية التدميرية التي تستهدف طبقة الأوزون، والمسببون هم مواد تحتوي على الكلور والبروم، والتي تصبح نشطة كيميائيا في الدوامة المتجمدة التي تحوم فوق القارة القطبية الجنوبية، ويتوقع الخبراء بحذر أن تعود طبقة الأوزون العالمية في نهاية المطاف إلى حالتها الطبيعية، ولكن من المتوقع أن تمتد عملية التعافي هذه حتى عام 2050 تقريبًا.

ويعكس هذا الجدول الزمني استمرار التأثيرات البيئية، مما يسلط الضوء على أهمية اليقظة المستمرة والجهود المبذولة لحماية الأوزون الأرضي، وطبقة، والأوزون، الذي يتكون من ثلاث ذرات أكسجين، موجود بشكل طبيعي بكميات ضئيلة في الغلاف الجوي للأرض، وإن دورها في حماية الحياة على كوكبنا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة يؤكد أهميتها الحاسمة لرفاهنا.



إقراء إيضاً : فاجعة درنة إنذار لما هو أسوأ .. عالم الفضاء يكشف أسباب زيادة الكوارث عربياً ... متابعة القراءة