Medical

في عالم الابتكار الطبي، يلوح في الأفق تقدم ملحوظ، وهو اختراق من شأنه أن يجعل الإبر والمحاقن التقليدية عتيقة الطراز، وكشف باحثون في جامعة باث النقاب عن رقعة إبرة دقيقة رائدة تعد بإعطاء الأدوية للجسم دون الألم المرتبط بالحقن التقليدية أو الأدوية عن طريق الفم، ومن المتوقع أن تُحدث هذه التكنولوجيا المتطورة، بتمويل من EPSRC وAbbott Diabetes Care، ثورة في مجال الرعاية الصحية خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

ويكمن قلب هذا الاختراع الرائد في مادة جديدة تعرف باسم الهيدروجيل، وهي عبارة عن مادة هلامية تتميز باحتوائها على نسبة عالية من الماء، والتي تشكل المكون السائل للمادة، وما يجعل هذه الرقع ذات الإبر الدقيقة واعدة بشكل خاص هو فعاليتها من حيث التكلفة، ومن الجدير بالذكر أن هذه التصحيحات يمكن إنتاجها من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يجعلها أقل تكلفة من نظيراتها المتاحة تجاريًا.

Message Dialog

وتم تزيين رقعة الإبر الدقيقة بإبر غير محسوسة تقريبًا، مصممة لاختراق الطبقات الخارجية من الجلد بأمان ودقة عالية، وما يميز هذا الابتكار هو قدرته على توصيل جرعات دقيقة من الدواء دون التسبب في أي إزعاج للمريض، وعند ملامسة سوائل الجسم تحت سطح الجلد، تنتفخ الإبر "المحبة للماء" بلطف، مما يسهل التحكم في الدواء المختار.

وقد أصبح هذا التطور الملحوظ ممكنا بفضل الجهود التعاونية التي بذلها فريق متعدد التخصصات من الباحثين، وقادت الدكتورة هانا ليز، مهندسة كيميائية في جامعة باث، هذا المشروع إلى جانب زملائها المهندسين، بما في ذلك طالب الدكتوراه جوزيف تورنر، والبروفيسور بيدرو إستريلا، وعالم الأحياء الدكتور ميسم اللعبي، ولقد أدت خبرتهم المشتركة ودافعهم المبتكر إلى ظهور حل طبي يمكن أن يحدث تحولًا في رعاية المرضى.

وتؤكد الدكتورة هانا ليز على القيود المفروضة على طرق الحقن التقليدية، مشيرة إلى طبيعتها الغازية، وتكاليفها المرتفعة، وعدم ملاءمتها لبعض مجموعات المرضى، وعلاوة على ذلك، فهي تعترف بأن رهاب الإبرة واحتمال إدخال مسببات الأمراض من خلال الحقن التقليدية يشكلان مخاوف كبيرة، وتحمل رقعة الإبرة الدقيقة القدرة على معالجة هذه المشكلات، مما يوفر نهجًا أكثر ملاءمة للمريض وأكثر أمانًا.

ولا تنتهي رحلة فريق البحث بهذا التطور الرائد، وتتضمن المرحلة التالية مزيدًا من التحسينات على رقعة الإبرة الدقيقة وسلسلة من التجارب على الحيوانات، مما يمهد الطريق للدراسات السريرية البشرية، ويظل الدكتور ليز يأمل أن تصبح هذه الرقع متاحة لاستخدام المرضى خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة، وعلاوة على ذلك، تمتلك هذه الرقع القدرة على إعطاء الأدوية التي تحتاج إلى الانتشار في جميع أنحاء الجسم بالإضافة إلى تلك التي تتطلب توصيلًا موضعيًا أكثر.

وقد تم توثيق النتائج الواعدة لهذا البحث في مجلة Biomaterials Advances، وهذا يدل على خطوة هامة إلى الأمام في عالم الابتكار الطبي، ويقدم لمحة عن المستقبل حيث الألم والخوف المرتبط بالحقن الطبية قد يصبح من بقايا الماضي.



إقراء إيضاً : بطريقة عجيبة ! ... يد إلكترونية ثورية تندمج مع عظام المستخدم وعضلاته وأعصابه ... متابعة القراءة