Brain
لقد كان الدماغ، بعمله المعقد، موضوعًا لسحر الباحثين منذ فترة طويلة، ومع ذلك، في حين أن المادة الرمادية قد استحوذت على معظم الاهتمام، فمن الضروري عدم إغفال النصف الآخر – المادة البيضاء، وتتكون المادة الرمادية في المقام الأول من أجسام الخلايا العصبية المسؤولة عن وظائف المعالجة مثل الكلام والتعلم والإدراك والإحساس والحركة.
ومن ناحية أخرى، تتكون المادة البيضاء في الغالب من هياكل محورية، تعمل بمثابة الشبكة الضامة التي تربط خلايا الدماغ ببعضها البعض وبقية الجسم، وفي دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة فاندربيلت، تم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) للتحقيق في التغيرات في المادة البيضاء أثناء قيام المشاركين بمهام مختلفة، بما في ذلك حركات الأصابع.
وتم تكليف المشاركين في الدراسة بتنفيذ الإجراءات المخصصة لهم بشكل متكرر لتحديد اتجاهات وأنماط قابلة للقياس، وكانت النتائج مثيرة للاهتمام، حيث كشفت عن زيادة كبيرة في الإشارات المعتمدة على مستوى الأكسجين في الدم (BOLD) داخل المادة البيضاء، مما يدل على زيادة نشاط الدماغ أثناء أداء المهام، وعلى الرغم من أن الآثار الدقيقة لا تزال غير مؤكدة، إلا أن هذا الاكتشاف مهم.
وقال كيرت شيلينغ، مهندس الطب الحيوي: "نحن لا نعرف ماذا يعني هذا؛ كل ما نعرفه هو أن شيئًا ما يحدث، وهناك إشارة قوية حقًا في المادة البيضاء"، وفي المادة الرمادية، تشير الزيادة في إشارات BOLD عادةً إلى زيادة تدفق الدم واستخدام الأكسجين في الدماغ، وفي حالة خلايا المادة البيضاء، قد يعني هذا أنه يتم استهلاك المزيد من الأكسجين أثناء العمليات المعرفية، أو قد يكون مرتبطًا بطريقة ما بنشاط المادة الرمادية.
وأشار كيرت شيلينغ، مهندس الطب الحيوي : إلى أن "الإشارة تتغير"، "وإنها تتغير بشكل مختلف في مسارات المادة البيضاء المختلفة في الدماغ، وهي موجودة في جميع مسارات المادة البيضاء، وهو اكتشاف فريد من نوعه، ولمدة 25 أو 30 عامًا، أهملنا النصف الآخر من الدماغ."
وتستعد المساعي البحثية المستقبلية للتعمق أكثر في إشارات المادة البيضاء، خاصة فيما يتعلق بصلتها بالحالات الصحية مثل مرض الزهايمر، ويتطلع الباحثون أيضًا إلى استكشاف الأسس البيولوجية لنشاط المادة البيضاء المكتشف حديثًا، وتم نشر نتائج البحث في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، مما فتح الأبواب أمام فهم أكبر للمادة البيضاء الغامضة ودورها المتكامل في وظيفة الدماغ.