Moon

في يونيو من عام 2022، تم الإعلان عن اكتشاف بالغ الأهمية، تم تحقيقه من خلال الجهود التعاونية للعلماء بالشراكة مع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء بالولايات المتحدة (ناسا)، وكشف اختراقهم عن جيب مظلل يقع داخل إحدى الحفر القمرية، ويخفي كهوفًا تحتوي على درجة حرارة معتدلة تبلغ حوالي 17 درجة مئوية، ويمثل هذا الكشف علامة فارقة غير مسبوقة.

وللحصول على هذه النتائج الاستثنائية، قام فريق البحث بتسخير القدرات المتقدمة لنظام الكاميرا التابع لناسا Lunar Reconnaissance Orbiter، وقد مكنتهم هذه التكنولوجيا الحديثة من التقاط ثلاث صور متتالية لمنطقة ماريوس هيلز القمرية وتحليل البيانات التي نتجت عنها بدقة.

ويتميز القمر بدرجات حرارة متناقضة بشكل صارخ، حيث يواجه درجات حرارة مرتفعة تصل إلى حوالي 127 درجة مئوية خلال النهار، وتنخفض إلى مستوى متجمد منخفض يصل إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر في الليل، وفي وسط هذه التضاريس القمرية، يكتسب اكتشاف الكهوف أهمية قصوى، مما يوفر فرصة فريدة للدول التي تفكر في إنشاء محطات قمرية.

ومن بين هذه الدول، تحتل الصين مكانة بارزة، حيث كشفت وكالة الفضاء الصينية مؤخرًا عن خطط لاستكشاف الكهوف القمرية الواقعة داخل منطقتي بحر الهدوء وبحر الخصوبة، وهدفهم هو بناء محطات داخل حدود هذه الكهوف الجوفية، المحفورة داخل الحفر القمرية، وتشكلت هذه الكهوف القمرية، والتي يشار إليها بالعامية باسم "أنابيب الصرف"، منذ دهور من خلال تدفق الحمم القمرية.

وبعد توقف النشاط البركاني، ظلت هذه الأنابيب فارغة، وتمتد مساحاتها المجوفة إلى مئات الأمتار، ويصل عرضها إلى 500 متر، وتوفر هذه الأعجوبة الجيولوجية منجم ذهب حقيقي للمهندسين المكلفين بتصميم المحطات القمرية، ولا تكمن الجاذبية في درجات الحرارة المعتدلة التي توفرها فحسب، بل أيضًا في الحماية الطبيعية التي توفرها هذه الحفر ضد ويلات الرياح الشمسية.

ومثل الأرض، يفتقر القمر إلى مجال مغناطيسي لحمايته من هذه العواصف الفضائية، وتعمل الكهوف القمرية كآلية دفاع قوية ضد ضربات النيازك، وفي تطور مهم، قدم تشانغ تشونغ فنغ، ممثل أكاديمية شنغهاي لتكنولوجيا الرحلات الفضائية، دراسة شاملة حول استخدام أنابيب الحمم البركانية لبناء المحطة القمرية المحتملة في مؤتمر عقد في الصين في عام 2022.

مما زاد من الفضول أن تقارير وسائل الإعلام الصينية كشفت في أبريل الماضي عن طموحها الطموح لبدء بناء القاعدة القمرية خلال السنوات الخمس المقبلة، وعلاوة على ذلك، فإنهم يعتزمون تسخير الموارد القمرية، وبالتالي تقليل التكاليف الباهظة المرتبطة بنقل المواد من الأرض، وسعيًا لتحقيق هذا الهدف، يشارك حاليًا أكثر من 100 عالم وباحث وخبراء فضاء صينيين في تطوير كيان آلي.

وتم تكليف هذا الابتكار المبتكر بتصنيع الطوب من التربة القمرية، ومن المقرر إطلاقه خلال مهمة "Chang'e-8" المقبلة في عام 2028، ومن الجدير بالذكر أن الصين قد حققت سابقًا إنجازًا بالغ الأهمية يتمثل في استعادة عينات التربة القمرية خلال مهمة Chang'e-8. 'e 5 المهمة التي تم تنفيذها بنجاح في عام 2020.




إقراء إيضاً : عالم فلكي: الحياة الفضائية موجودة على بعد 60 سنة ضوئية ... متابعة القراءة