Saturn

في عام 1610، تعجب عالم الفلك جاليليو جاليلي من حلقات كوكب زحل المهيبة من خلال تلسكوبه البدائي، مما يمثل لحظة رائدة في علم الفلك، وبعد مرور أكثر من 400 عام، يمكن لأي شخص لديه أدوات بسيطة أن يشاهد هذه الحلقات المميزة بأعينه، ومع ذلك، هناك تطور في هذه القصة الكونية، فبحلول عام 2025، ستختفي حلقات زحل تقريبًا عن الأنظار.

ويُعتقد أن حلقات كوكب زحل الأصلية، التي تتألف من سبع حلقات فردية، تتكون من شظايا مذنبات وكويكبات، بالإضافة إلى بقايا أقمار محطمة، تشكلت جميعها بواسطة قوى الجاذبية الهائلة للعملاق الغازي، وتشكل مليارات من جزيئات الجليد المغطاة بالغبار الفضائي هذه الحلقات الآسرة.

Message Dialog

ولا يزال عمر هذه الحلقات الغامضة غير مؤكد، حيث تشير دراسة حديثة إلى أنها حديثة العهد نسبيًا من الناحية الكونية، ومن المحتمل أنها تشكلت قبل 400 مليون سنة فقط، وهو أقل من عُشر عمر الكوكب، ولكن المؤكد هو أنها تتضاءل تدريجياً، وتتحول إلى أمطار جليدية تهطل في الغلاف الجوي لزحل.

وهذه الحلقات شاسعة، وتمتد لمسافة 175 ألف ميل من الكوكب، مما يعني أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يلاحظ أبناء الأرض أي تغيير، وسوف يستغرق الأمر ما لا يقل عن 100 مليون سنة حتى "يختفوا تمامًا"، ويرتبط هذا الاختفاء الواضح بالوهم البصري: فبينما قد تبدو الحلقات هائلة في بعد واحد، إلا أنها رقيقة نسبيًا، ويبلغ سمكها حوالي عشرة أمتار فقط.

وهذا يعني ان الحلقات قد تكون ضخمة في أحد الأبعاد، لكنها في بُعد آخر تبدو ضئيلة للغاية، وهذه ليست مشكلة في الوقت الحالي، لأن زحل ليس في محاذاة مثالية مع الأرض، فهو مائل بزاوية 9 درجات تقريبا، وفي العام المقبل، سينخفض ذلك بنحو 3.7 درجة، وبحلول عام 2025، ستختفي في خط غير محسوس، عندما يكون زحل في مواجهة مباشرة مع كوكبنا، وستكون حلقاته الجميلة رقيقة جدا بحيث لا يمكن رؤيتها.

ولحسن الحظ، فإن هذه الظاهرة لن تستمر طويلا، حيث يستمر كوكب زحل في الميل بعيدا عن كوكب الأرض كجزء من دورته التي تبلغ 29.5 عاما، ويكشف ببطء الجانب السفلي من الحلقات حتى يصل إلى أقصى ميل في عام 2032، وهو 27 درجة، وبطريقة ما، فإن انخفاض ميل الحلقات يمثل فرصة لمشاهدة أقمار كوكب زحل التي تدور بسرعة، بسهولة أكبر.



إقراء إيضاً : "لقد كنا مخطئين".. ثقب الأوزون "يصدم" العلماء ! ... متابعة القراءة