Centaur
أثار جسم سماوي غريب، يقع بين مداري زحل وأورانوس، اهتمام علماء الفلك بسلوكه الغريب، ويمتلك هذا الجسم الغامض، المعروف باسم 2060 تشيرون "2060 Chiron" أو القنطور "Centaur"، خاصية غريبة تتناوب بين التصرف مثل زحل وأورانوس، مصحوبًا ببنية غبارية متحولة تشبه الحلقة.
ويبلغ عرض تشيرون "2060 Chiron" حوالي 218 كيلومترًا فقط، ويتم تصنيفه بشكل مميز من خلال مداره غير المعتاد، حيث يلتقط الأجسام المذنبية ضمن مسارات دائرية بين مداري المشتري ونبتون، وفي بعض الأحيان، يُظهر انفجارات تشبه المذنبات، مما يساهم في غموضه.
وفي عام 2011، خلال حدث كوني يعرف باسم "الاحتجاب النجمي"، مر تشيرون أمام نجم خافت ( خافت بالنسبة للأرض)، وتسمح مثل هذه الأحداث لعلماء الفلك بتمييز شكل وحجم الأجرام السماوية من خلال تحليل كيفية إعاقة ضوء النجوم، وكشف هذا الحدث عن نظام الغبار المزدوج الفريد لتشيرون، والذي يتضح من تعتيم ضوء النجم مرتين قبل وبعد خسوف تشيرون للنجم.
وكشفت عملية حجب لاحقة في عام 2018، لاحظتها أماندا سيكافوس وفريقها في المرصد الفلكي بجنوب إفريقيا، عن المزيد من التعقيدات، وأشارت النتائج التي توصلوا إليها إلى انحراف عن الملاحظات السابقة، حيث أظهرت مواد متربة مختلفة تحيط بتشيرون على مسافات مختلفة من مركزه.
وعلى عكس النمط المتوقع مع الحلقات المستقرة، لاحظ سيكافوس وجود مخالفات في توزيع المواد حول تشيرون، وأظهرت الملاحظات انخفاضات في ضوء النجوم ناتجة عن مادة غبارية تقع في أنصاف أقطار محددة فوق سطح تشيرون، مما يشير إلى وجود نظام حلقات متطور وليس مستقرًا.
وكشفت عمليات الرصد الإضافية في ديسمبر 2022، بقيادة فريق خوسيه لويس أورتيز في مصر، عن تحول آخر في المادة المحيطة بتشيرون، وحددوا ثلاثة هياكل متطابقة على كل جانب من الجسم السماوي، مما يشير إلى التطور المستمر للمادة، ولا يزال تكوين وأصل هذه المادة المتطورة لغزًا، مع وجود تكهنات تشير إلى أنها يمكن أن تنشأ من تشيرون نفسه، ومن المحتمل أن يتم دفعها إلى الفضاء عن طريق انفجارات تشبه المذنبات التي شهدتها الأحداث السابقة.
وتمثل هذه الأحداث المتكررة لـ Chiron التي تحجب النجوم الخافتة تحديًا لعلماء الفلك، مما يدفع إلى استكشاف أعمق لفهم الديناميكيات المتغيرة باستمرار حول هذا القنطور البعيد، ونشرت هذه النتائج في مجلة Planetary Science، وهي تفتح الأبواب لكشف الألغاز المحيطة بـ Chiron وبيئتها الكونية المتطورة.