Betelgeuse

في الأسبوع المقبل، سيتكشف حدث سماوي يأسر الملايين حول العالم عندما يمر كويكب أمام منكب الجوزاء، وهو نجم عملاق أحمر ضخم يشار إليه غالبًا باسم "يد الجوزاء"، وسيقدم هذا المشهد النادر، المعروف باسم الكسوف، لمحة عابرة عن العجائب الكونية، ومنكب الجوزاء، نجم يقع في كوكبة أوريون، يحتل الأضواء في هذه الدراما الفلكية القادمة.

وهذا العملاق بين النجوم ضخم، أكثر سطوعًا من شمسنا بآلاف المرات وأكبر بحوالي سبعمائة مرة، ولوضع الأمر في نصابه الصحيح، إذا حل منكب الجوزاء محل شمسنا، فسوف يمتد إلى ما هو أبعد من مدار كوكب المشتري، وعلى الرغم من عظمته، إلا أن منكب الجوزاء صغير نسبيًا، حيث يبلغ عمره حوالي عشرة ملايين سنة فقط، مقارنة بعمر شمسنا الذي يزيد عن 4.6 مليار سنة.

ويتسبب بالخسوف الوشيك على النجم العملاق كويكب اسمه "ليونا"، وهو صخرة فضائية مستطيلة الشكل تدور في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وعندما يمر كويكب ليونا أمام منكب الجوزاء، فإنها ستخلق حدثًا سماويًا فريدًا، ويتوقع علماء الفلك أن يستمر هذا الكسوف لأكثر من 15 ثانية، مما يوفر فرصة نادرة لدراسة كل من النجم والكويكب.

ومع ذلك، فإن الشكوك تلوح في الأفق حول هذا الموعد الكوني، في حين يقدر علماء الفلك أن حجم ليونا يبلغ عرضه 55 كيلومترًا وطوله 80 كيلومترًا، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة حول أبعاده والتفاعل مع الغلاف الجوي الواسع والمتوسع لـ منكب الجوزاء، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الكويكب سيحجب النجم تمامًا، مما قد يؤدي إلى كسوف كلي، أو سيخلق "حلقة نار" ساحرة ذات حواف نارية حول منكب الجوزاء.

ومن المقرر أن يحدث المشهد في وقت متأخر من يوم الاثنين وحتى وقت مبكر من يوم الثلاثاء، وسيكون مرئيًا على طول مسار ضيق يمتد من آسيا الوسطى عبر أوروبا إلى أجزاء من أمريكا الشمالية، والمراقبون المحظوظون على طول هذا المسار، من طاجيكستان وأرمينيا إلى تركيا واليونان وإيطاليا وأسبانيا، وحتى أجزاء من المكسيك وأرخبيل فلوريدا كيز، سوف يشهدون على هذه الرقصة الكونية غير العادية.

ورغم أن منكب الجوزاء يبعد عن الأرض حوالي 700 سنة ضوئية، إلا أنه يمكن رؤيته بالعين المجردة، ومع ذلك، فإن استخدام التلسكوبات سيعزز بلا شك تجربة المشاهدة، مما يسمح بإلقاء نظرة فاحصة على هذا العملاق الأحمر المهيب، وبينما تنتظر البشرية بفارغ الصبر هذا المشهد الكوني النادر، يستعد علماء الفلك لاستخلاص أفكار حول ألغاز منكب الجوزاء والكويكب الغامض ليونا.