DARC

في تعاون رائد، وقعت الولايات المتحدة، إلى جانب المملكة المتحدة وأستراليا، اتفاقية لتطوير نظام رادار متطور للفضاء السحيق يهدف إلى مراقبة الأنشطة في المدار المتزامن مع الأرض، وهي منطقة حيوية تقع على بعد حوالي 35786 كيلومترًا فوق سطح الأرض، ويتميز هذا المدار باستضافة الأقمار الصناعية التي تحافظ على موقع ثابت فوق نفس المنطقة من الأرض، وتزامن مداراتها مع دوران كوكبنا.

وسيوفر النظام الثوري، المسمى Deep Space Advanced Radar Capability (DARC)، تغطية رادارية مستمرة في جميع الأحوال الجوية في جميع أنحاء العالم للدول الثلاث التي تشكل الشراكة الأمنية AUKUS، ويسعى هذا الجهد التعاوني إلى تعزيز القدرات على الكشف السريع عن التهديدات الناشئة المحتملة في الفضاء ومعالجتها، وهو عنصر حاسم في الأمن القومي.

Message Dialog

وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية على أهمية هذه الاتفاقية، مشددة على ضرورة تعزيز التكنولوجيا التي تسهل تحديد ومراقبة الأجسام التي تدور حول الأرض، وهو المفهوم الذي يشار إليه بالوعي بالمجال الفضائي، ويشدد الجنرال تشانس سالتزمان، رئيس العمليات الفضائية الأمريكية، على ضرورة ضمان العمليات الآمنة في بيئة فضائية ديناميكية ومزدحمة بشكل متزايد بسبب التوسع السريع في الأنشطة المتعلقة بالفضاء.

وأجرت القوة الفضائية، المسؤولة عن الدفاع والعمليات المتعلقة بالفضاء، اختبارات تجريبية تكنولوجية ناجحة لنظام DARC القادم في عام 2021 في نطاق الصواريخ وايت ساندز في نيو مكسيكو، وبعد ذلك، حصلت شركة نورثروب جرومان على عقد بقيمة 341 مليون دولار في عام 2022 لقيادة تطوير التقنيات الرائدة للبرنامج.

ومن المخطط نشر نظام Deep Space Advanced Radar Capability "DARC" عبر ثلاثة مواقع، مع تخصيص الموقع الأول لغرب أستراليا، ومن المقرر أن يتم تشغيله بحلول عام 2026، ويهدف المشروع الطموح إلى تشغيل جميع المواقع الثلاثة بالكامل بحلول عام 2030، بتكلفة إجمالية تقدر بمليار دولار.

ويتماشى اختيار أستراليا الاستراتيجي لموقع DARC الأولي مع التوترات العسكرية المتصاعدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك المحيطين الهندي والهادئ، وتهدف آلية الرادار في هذا الموقع في المقام الأول إلى معالجة الوجود العسكري المتصاعد، وخاصة التركيز على مواجهة الأنشطة العسكرية الصينية المتوسعة.

وفي تسليط الضوء على المشهد الحالي، يؤكد تقرير وزارة الدفاع لعام 2023 المقدم إلى الكونجرس الأمريكي على ملكية الصين وتشغيلها لما يقرب من نصف أقمار التجسس في العالم المخصصة للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وتعمل هذه الأصول بشكل كبير على تعزيز قدرات الصين على المراقبة والتتبع واحتمال استهداف القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.



إقراء إيضاً : كيف تبدو رائحة الفضاء؟! ... متابعة القراءة