Insomnia

بالنسبة للكثيرين، يمكن أن تؤدي المعركة مع الأرق أو ليلة من النوم المتقطع إلى يوم مليء بالتحديات، والتنقل في متاهة التعب وعواقبه، ومع ذلك، فإن ما يحدث بالفعل داخل الجسم بعد ليلة واحدة فقط من دون نوم هو سلسلة من العمليات البيولوجية التي قام الخبراء بتفصيلها الآن، مما يسلط الضوء على الآثار المثيرة للاهتمام والمثيرة للقلق للحرمان من النوم.

وإن تداعيات ليلة بلا نوم تتجاوز مجرد الترنح والخمول، ومن خلال الخوض في الاضطراب البيولوجي الذي يتكشف داخل الدماغ والجسم أثناء الأرق، كشف الخبراء عن سلسلة من الأفكار المثيرة للاهتمام حول ما يحدث عندما نحرم أنفسنا من عملية النوم التصالحية الأساسية.

Message Dialog

وكشفت الأبحاث أن آثار الحرمان من النوم تبدأ بـ "تأثير مضاعف" للفوضى داخل أجسادنا، وحتى ليلة واحدة من الأرق تؤدي إلى تأثير الدومينو من الاضطرابات الفسيولوجية التي تشتد مع مرور كل ساعة، ومع تجاوز الساعة 18 ساعة من الاستيقاظ، يبدأ ضغط الدم في الارتفاع، مما يجبر القلب على العمل بجهد أكبر، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من أمراض القلب الكامنة.

وعلاوة على ذلك، تشهد هذه المرحلة انخفاضًا في مستويات هرمون التستوستيرون واحتياطيات الطاقة والدفاعات المناعية، وتصبح الخلايا المناعية الحيوية المسؤولة عن مكافحة العدوى أقل فعالية، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للهجمات البكتيرية والفيروسية، وإن استمرار اليقظة مثل البقاء مستيقظًا لمدة يوم كامل يعطل القدرات المعرفية ووظائف الجسم.

وتتباطأ أوقات رد الفعل، ويصبح الكلام غير واضح، وتتضاءل القدرات المعرفية، ويصبح التهيج العاطفي والتوتر المتزايد وضعف التركيز بارزين، مما يحاكي آثار الكحول دون استهلاك الكحول، وبحلول مرور 36 ساعة دون نوم، تصبح نوبات النوم الجزئي - فترات قصيرة لا إرادية من النوم تستمر لمدة تصل إلى 30 ثانية - شائعة.

وتعمل هذه النومات الصغيرة بمثابة محاولة من الجسم لتزويد الدماغ بالاستعادة الأساسية، ولكنها تشير إلى معركة متصاعدة ضد التعب والتدهور المعرفي، والبقاء لمدة 48 ساعة دون نوم تزيد من تأثيرها على القدرات العقلية والجسدية، ويصبح التوتر المتزايد وتبدد الشخصية والقلق والتهيج أكثر وضوحًا.

وتعاني الوظائف المعرفية بشكل أكبر، في حين قد تبدأ الهلوسة في الظهور بسبب ضعف مناطق الدماغ المسؤولة عن الإدراك واتخاذ القرار، ويشكل الحرمان من النوم لفترة طويلة - تصل إلى 96 ساعة - خطرًا كبيرًا للإصابة بالذهان، حيث يكافح العقل للتعامل مع الضغط المستمر من الأرق.

وعلى الرغم من أنه يمكن حل العديد من أعراض الحرمان من النوم من خلال السماح للجسم بالراحة، إلا أن الأرق المزمن والمطول، وإن كان نادرًا، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، ونظرًا لهذه التأثيرات المزعجة، يصبح طلب المشورة الطبية أمرًا بالغ الأهمية لأولئك الذين يعانون من اضطرابات النوم المنتظمة.



إقراء إيضاً : ما مقدار الحياة على الأرض بالضبط؟ ... متابعة القراءة