Fishs

تعج المحيطات بمجموعة متنوعة من الأسماك، بدءًا من السردين الصغير إلى أسماك التونة الضخمة وأسماك قرش وأيضاً الحيتان العملاقة، في حين أن العدد الدقيق للأسماك في المحيطات لا يزال لغزا، فإن دورها الحاسم في الحفاظ على التوازن البيئي لا يمكن المبالغة فيه.

وتلعب الأسماك أدوارًا محورية كحيوانات مفترسة وفريسة في النظم البيئية للمحيطات، وفي الشعاب المرجانية، تشكل الأسماك الصغيرة أساس الشبكة الغذائية، وتوفر الطاقة للحيوانات البحرية الأكبر حجمًا، وخارج المحيط، تعتمد العديد من الطيور والثدييات والزواحف على الأسماك كمصدر أساسي للبروتين.

وتُظهر النظم البيئية للشعاب المرجانية الترابط المعقد للحياة البحرية، وتتغذى الأسماك الكبيرة والحيوانات البحرية على الأسماك الصغيرة، مما يخلق توازنًا دقيقًا، وبالإضافة إلى ذلك، تساهم الأسماك الآكلة للنباتات في الحفاظ على الموائل عن طريق التحكم في نمو الطحالب، مما يمنع اختناق الشعاب المرجانية، ويضمن صحتها وحيويتها.

ويمتد تأثير الأسماك إلى ما هو أبعد من الماء، مما يفيد النظم البيئية الأرضية أيضًا، وعلى سبيل المثال، يعمل سمك السلمون العائد إلى الجداول بمثابة حزام ناقل للمغذيات، حيث يتغذى على الحيوانات والنباتات، وهذه العملية لا تدعم الكائنات الحية المختلفة فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا في الحفاظ على صحة المجاري المائية.

ويعتمد ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص على الأسماك كمصدر حيوي للبروتين، ومن شأن غياب الأسماك أن يعرض مصدر الغذاء الأساسي للملايين للخطر، مما يؤثر على الأمن الغذائي العالمي، وتدعم صناعة صيد الأسماك سبل العيش في جميع أنحاء العالم وتساهم بشكل كبير في الاقتصادات.

وإن تداعيات عالم خال من الأسماك سوف تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد قوت الإنسان، وبدون الأنشطة الطبيعية للأسماك، فإن الشعاب المرجانية سوف تستسلم لنمو الطحالب المفرط، مما يؤدي إلى زوالها، وإن فقدان الأسماك من شأنه أن يعطل النظم البيئية، ويؤثر على التنوع البيولوجي ويغير نسيج كوكبنا ذاته.

واختفاء أسماك المحيطات من شأنه أن يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل ذات العواقب البعيدة المدى، ومن استنفاد مصادر الغذاء الحيوية للبشر إلى تدهور الشعاب المرجانية والموائل الأرضية، فإن غياب الأسماك من شأنه أن يعيد تشكيل المناظر الطبيعية للأرض، وإن فهم الشبكة المعقدة من الروابط التي تحافظ عليها الأسماك يؤكد على الحاجة الملحة لجهود الحفظ لضمان صحة واستدامة محيطاتنا والحياة المتنوعة التي تدعمها.