Lichens

أظهرت الأشنات أو "اللشنيات"، وهي كائنات حية رائعة تمزج بين الطحالب الخضراء المجهرية أو البكتيريا الزرقاء مع الفطريات الخيطية، مرونة غير عادية، مما أثار تساؤلات مثيرة للاهتمام حول إمكانية وجود حياة خارج الأرض، وتسمح هذه الشراكة الفريدة، المعروفة باسم التكافل، للطحالب بإجراء عملية التمثيل الضوئي، بينما تمتص الفطريات الماء والأملاح، مما يخلق علاقة متبادلة المنفعة.

وعلى الرغم من مظهرها المتواضع، أظهرت الأشنات صلابة لا مثيل لها، حتى في بيئة الفضاء القاسية، ولقد تحملت هذه الكائنات الرائعة، المرتبطة بالجزء الخارجي من محطة الفضاء الدولية لمدة 18 شهرًا، فراغ الفضاء ودرجات الحرارة القصوى والإشعاع والأشعة فوق البنفسجية، كل ذلك مع استمرار العملية الحيوية لعملية التمثيل الضوئي.

Message Dialog

وفي تجارب محاكاة ظروف المريخ على الأرض، لم تنجو الأشنات فحسب، بل ظلت نشطة، وهذا له آثار كبيرة على إمكانية الحياة على المريخ، نظرا لبيئته غير المضيافة مع الجفاف الشديد ودرجات الحرارة الباردة والضغط الجوي المنخفض والإشعاع، ومع ذلك، أظهرت الأشنات مرونة في مواجهة الظروف المميتة للبشر، مع قدرتها على التمثيل الضوئي سليمة.

وأظهرت الأشنات قدرة مذهلة على تحمل مستويات الإشعاع التي تتجاوز 12000 مرة الجرعة المميتة للبشر، وعلى الرغم من أن تكاثرها قد يتأثر، إلا أن حقيقة استمرارها في التمثيل الضوئي تميزها عن البكتيريا، التي هلكت في ظل ظروف محاكاة مماثلة على الأرض.

وأثارت هذه النتائج تكهنات حول احتمال أن تلعب الأشنات دورًا في فرضية "الجامعة"، وتشير هذه الفرضية إلى أن "بذور" الحياة موجودة في جميع أنحاء الكون، وربما نشأت الحياة على الأرض من هذه "البذور" الكونية، وتقترح الدراسة أن الأشنات الموجودة على النيازك أو المذنبات أو الكويكبات يمكن أن تكون حاملة للحياة المنتشرة عبر الفضاء.

وبينما تغامر البشرية أكثر في الكون، تصبح قصة الأشنات التي تتحدى الصعاب رمزًا لإمكانية الحياة خارج الأرض، وإن مرونتها في الظروف القاسية تغذي الفضول حول الاحتمالات الأوسع للحياة في الكون، مما يجعل الأشنات محورًا رئيسيًا للاستكشاف العلمي.



إقراء إيضاً : اكتشاف إشارة "غير متوقعة وغير مفسرة" قادمة من خارج مجرتنا ... متابعة القراءة