Planets

تخيل أنك تنظر إلى أعماق الفضاء، وتبحث عن أرض أخرى، أو كوكب يعج بالحياة، ولعقود من الزمن، كان العلماء يبحثون عن مثل هذه العوالم، التي تسمى الكواكب الخارجية، التي تدور حول نجوم بعيدة، ولكن العثور على تلك التي يمكن أن تدعم الحياة بالفعل كان أمرًا صعبًا.

وطور فريق من العلماء طريقة جديدة وسهلة الاستخدام لتحديد الكواكب الخارجية التي من المحتمل أن تمتلك العنصر الأكثر أهمية للحياة كما نعرفها: الماء السائل، ويتضمن "توقيع القابلية للسكن"، كما يسمونه، ببساطة التحقق من كمية ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي للكوكب.

Message Dialog

وفكر العلماء في الأمر على هذا النحو: على كوكب الأرض، تمتص المحيطات الشاسعة ثاني أكسيد الكربون (CO2)، تمامًا مثلما تمتص الإسفنجة الماء، وبالمثل، فإن الكوكب الذي يحتوي على كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بجيرانه قد يكون به محيطات مخفية تحت سطحه.

وهذا أمر رائع لأن الكشف المباشر عن الماء على الكواكب الخارجية أمر صعب للغاية، مثل محاولة اكتشاف دمعة صغيرة على خلفية مليئة بالنجوم (إبرة في كومة قش)، ولكن قياس ثاني أكسيد الكربون أسهل بكثير، فهو يضيء بشكل ساطع في ضوء محدد يمكن للتلسكوبات رؤيته بسهولة.

وقد تكشف هذه الطريقة أيضًا عن علامات الحياة خارج الأرض، والكائنات الحية على الأرض، مثل الأشجار والنباتات، "تأكل" ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين، وإذا كان لدى كوكب آخر مستوى منخفض من ثاني أكسيد الكربون وكمية ملحوظة من الأكسجين (أو شريكه في الجريمة، الأوزون)، فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود حياة بيولوجية.

وهذا الاكتشاف هو تغيير قواعد اللعبة، وإن دراسة مستويات ثاني أكسيد الكربون على الكواكب الخارجية لا تساعدنا في العثور على الكواكب التي لديها إمكانية الحياة فحسب، بل يمكن أن تعلمنا أيضًا دروسًا قيمة حول كوكبنا، ومن خلال مقارنة مستويات ثاني أكسيد الكربون على الأرض بهذه العوالم البعيدة، قد نحصل على معلومات ثاقبة حول تغير المناخ ونقاط التحول التي يمكن أن تجعل الكوكب غير صالح للسكن.

واذا فكرنا في كوكب الزهرة، توأم الارض المتطابق على ما يبدو، يحتوي على أطنان من ثاني أكسيد الكربون، على عكس الأرض، ونتيجة لذلك، فهي أرض قاحلة حارقة، لذا، يمكن أن تساعدنا دراسة مستويات ثاني أكسيد الكربون على الكواكب الأخرى في فهم مقدار الكمية الزائدة، مما يمنع الأرض من السير في نفس المسار.



إقراء إيضاً : النباتات تنذرنا بانفجار بركاني وشيك ! ... متابعة القراءة