Health

يعد الحصول على نوم جيد أثناء الليل أمرًا بالغ الأهمية لرفاهيتنا بشكل عام، ويؤكد الخبراء على أهمية "نظافة النوم" لتحقيق ذلك، وتتضمن نظافة النوم تبني عادات جيدة لتعزيز النوم المريح أثناء الليل، وهي تتجاوز ممارسات النظافة الشخصية مثل الاستحمام أو تنظيف الأسنان، ويشمل عوامل مثل النوم في غرفة باردة، والابتعاد عن الهاتف، واتباع روتين معين قبل النوم.

وعلى الرغم من هذه التوصيات، يتجاهل الكثير منا هذه القواعد أحيانًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاستمتاع بليلة مريحة على الأريكة ومشاهدة فيلم أو مسلسل مفضل، ومع ذلك، فإن النوم مع تشغيل التلفزيون قد يكون له عواقب أكثر من مجرد آلام الظهر وليلة مضطربة النوم.

وسلطت دراسة نشرت في The Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS) من قبل باحثين طبيين في جامعة نورث وسترن في شيكاغو الضوء على المخاطر الصحية المحتملة للنوم أثناء تشغيل التلفزيون، ووجد البحث أن التعرض "للضوء المحيط"، بما في ذلك الضوء المنبعث من شاشات التلفزيون، أثناء النوم ليلاً يؤثر سلبًا على وظيفة القلب والأوعية الدموية ويزيد من مقاومة الأنسولين في صباح اليوم التالي.

وتشكل مقاومة الأنسولين المتزايدة خطرًا محتملاً للإصابة بأمراض القلب والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي، وسلطت فيليس زي، دكتوراه في الطب، ورئيسة قسم طب النوم في جامعة نورث وسترن، الضوء على نتائج الدراسة، مشيرة إلى أنه حتى ليلة واحدة من التعرض لضوء الغرفة المعتدل أثناء النوم يمكن أن يضعف تنظيم الجلوكوز وتنظيم القلب والأوعية الدموية - وهي العوامل الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي.

في حين أن الدراسة شملت عينة صغيرة نسبيا من 500 مشارك، مما يجعلها أقل موثوقية من الدراسات واسعة النطاق، فقد أسفرت الأبحاث السابقة أيضا عن نتائج مماثلة، ووجدت دراسة أجريت عام 2019 شملت أكثر من 40 ألف امرأة وجود علاقة بين النوم أثناء مشاهدة التلفزيون وزيادة خطر زيادة الوزن والسمنة، وكلاهما مرتبط بأمراض القلب والسكري.

ويمتد هذا الحذر إلى ما هو أبعد من شاشات التلفاز؛ النوم مع أضواء المنزل أو تلقي الضوء الزائد من خلال الستائر في الليل يمكن أن يكون له عواقب مماثلة، ولذلك، لإعطاء الأولوية لصحتنا، قد يكون من المفيد إعادة النظر في جلسات التلفاز في وقت متأخر من الليل واختيار بيئة أكثر ملائمة للنوم، وبعد كل شيء، النوم الجيد ليلاً لا يتعلق فقط بالراحة ولكنه أيضًا عامل حاسم في الحفاظ على الصحة العامة والرفاهية.