The End

في مقابلة حديثة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، أصدر العالم الروسي فلاديمير بولياكوف، الخبير في الغلاف الأيوني، تحذيراً صارخاً بشأن العواقب المحتملة للحطام الفضائي على الحضارة الإنسانية، وتشير أبحاث بولياكوف إلى أن تراكم النفايات الفضائية الصغيرة، وخاصة من الأقمار الصناعية المستهلكة، يشكل تهديداً كبيراً لأسلوب حياتنا.

وتسلط دراسة بولياكوف الضوء على الاحتمال المثير للقلق المتمثل في أن بقايا الأقمار الصناعية الفضائية يمكن أن تعيق المجال المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى طوفان من الإشعاع الكوني القوي، ومع ذلك، فهو يذهب إلى أبعد من ذلك، معرباً عن مخاوفه من أن الغبار المعدني الناتج عن هذه الأقمار الصناعية التي تم إخراجها من الخدمة يمكن أن يؤدي إلى ظواهر مثل البرق الفائق، والبرق الكروي، والانفجارات الكهربائية، مما يؤدي في النهاية إلى انهيار الحضارة الإنسانية.

Message Dialog

وإن حجم المشكلة مذهل، وتطلق الإنسانية ما يزيد عن 2000 قمر صناعي سنوياً، مع رقم قياسي بلغ 2474 قمراً صناعياً تم إطلاقه في عام 2022 وحده، وتتمتع معظم هذه الأقمار الصناعية بعمر افتراضي قصير، مما يؤدي إلى تراكم متزايد للحطام الفضائي في مدار الأرض، ويوجد حالياً ما يقرب من 7000 قمر صناعي نشط وما يقدر بنحو 25000 قمر صناعي معطل، تساهم في ما مجموعه نصف مليون جسم في المدار، تتراوح أحجامها من السنتيمترات إلى المليمترات.

وتشير الأبحاث التي أجرتها سيرا سالتر هانت من جامعة أيسلندا إلى أن تراكم الغبار المعدني يمكن أن يعطل خطوط المجال المغناطيسي للأرض، مما يعيق حركتها الطبيعية، وهذا التداخل يمكن أن يضعف المجال المغناطيسي، ويمنعه من التوسع إلى ما يزيد عن 100-300 كيلومتر فوق سطح الأرض ويحبس الغبار في المدار إلى أجل غير مسمى، مما يخلق تهديداً دائماً.

ويحذر بولياكوف كذلك من احتمال إنشاء "غلاف أيونوسفير اصطناعي" بسبب تراكم الغبار المعدني، وتلعب طبقة الأيونوسفير، وهي طبقة موصلة للكهرباء حيوية فوق الأرض، دوراً حاسماً في أنماط الطقس العالمية، ومع ذلك، فإن إدخال طبقة من الجزيئات المعدنية يمكن أن يعطل هذا التوازن الدقيق، مما يؤدي إلى عواقب كارثية مثل "هرمجدون الكهربائية"، حيث يمكن أن يؤدي انهيار الغلاف الأيوني إلى انقطاعات كهربائية واسعة النطاق، مما يؤثر على البنية التحتية الحيوية مثل أجهزة الكمبيوتر والإنترنت.

ورغم أن هذه السيناريوهات تظل افتراضية، فإنها تؤكد الحاجة الملحة لمزيد من البحث والإجراءات لمواجهة التهديد الذي يشكله الحطام الفضائي، ويعترف بولياكوف بأن تأثير الحطام الفضائي على المناخ وأنماط الطقس لا يزال قيد الدراسة، مع وجود أدلة تشير إلى روابط محتملة لظواهر مثل الجفاف واضطرابات الدورة الدموية في الغلاف الجوي.



إقراء إيضاً : البوابات الزمنية .. العلماء يقتربون من حل لغز "الثقوب الدودية"... متابعة القراءة