لطالما كان الذكاء الاصطناعي (AI) موضوعاً للسحر والتكهنات بين الخبراء والعلماء والمستقبليين، ومع التطورات الأخيرة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وخاصة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT من OpenAI، أصبح الجدل الدائر حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز الذكاء البشري أكثر حدة.

ويشارك عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل، وميتا (فيسبوك سابقاً)، وأمازون، ومايكروسوفت حالياً في سباق لتطوير نماذج لغتهم الخاصة وتعزيز منصات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، وتعكس هذه المسابقة التقدم السريع الذي يتم إحرازه في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي.

ويعد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، أحد الشخصيات البارزة التي تعتقد أن هيمنة الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري ليست بعيدة، ويتوقع ماسك أن الذكاء الاصطناعي سوف يتفوق على الذكاء الجماعي للبشرية بحلول نهاية عام 2029، وتتوافق توقعاته مع آراء المستقبلي راي كورزويل، الذي ناقش مؤخراً في بث صوتي مع المذيع جو روغان.

ويؤكد كورزويل، المعروف بتنبؤاته الدقيقة حول التقدم التكنولوجي، أن الذكاء الاصطناعي سيحقق ذكاءً على مستوى الإنسان بحلول عام 2029، ويشير إلى النمو الهائل في التكنولوجيا، وخاصة في الذكاء الاصطناعي، باعتباره القوة الدافعة وراء هذا التنبؤ، ويعود بصيرة كورزويل إلى عام 1999 عندما اقترح لأول مرة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضاهي الذكاء البشري في غضون 30 عاماً.

ورداً على توقعات كورزويل، أكد ماسك، الذي كثيراً ما أعرب عن مخاوفه بشأن المخاطر المحتملة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، على أن تجاوز الذكاء الاصطناعي للذكاء البشري أصبح وشيكاً، ويشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتفوق على الذكاء البشري في العام المقبل، وبحلول عام 2029، يمكن أن يتفوق على الذكاء الجماعي لجميع البشر مجتمعين.

وتؤكد هذه التوقعات على الوتيرة السريعة لتطور الذكاء الاصطناعي وآثاره المحتملة على المجتمع، في حين أن التقدم في الذكاء الاصطناعي يحمل وعداً بحل المشكلات المعقدة وتحسين جوانب مختلفة من الحياة، إلا أنه يثير أيضاً أسئلة أخلاقية ووجودية مهمة، ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يصبح من الأهمية بشكل متزايد بالنسبة للباحثين وصانعي السياسات والمجتمع ككل أن يدرسوا بعناية تأثير الذكاء الاصطناعي على البشرية ويتخذوا تدابير استباقية لضمان تطويره ونشره بشكل مسؤول.