NOVA
في الامتداد الشاسع لمجرة درب التبانة، هناك مشهد كوني نادر على وشك الظهور، يأسر علماء الفلك ومراقبي النجوم على حد سواء، ويتوقع العلماء بفارغ الصبر وصول انفجار نوفا، وهو حدث سماوي يحدث مرة واحدة في العمر، ومن المقرر أن يزين سماء الليل بتدفق غير عادي من السطوع.
وسيمثل هذا العرض الكوني، بحسب وكالة ناسا، ظهور نجم جديد في السماء، ويقدم لمحة عابرة عن العظمة الكونية للمراقبين في نصف الكرة الشمالي، ويعد هذا الحدث نادراً، ويرجع ذلك أساساً إلى أن أنواع الأنظمة النجمية التي تؤدي إلى مثل هذه الانفجارات ليست شائعة داخل مجرتنا.
ومن المتوقع أن ينشأ الانفجار النجمي الوشيك من نظام يعرف باسم "T Coronae Borealis"، وهو يقع على بعد حوالي 3000 سنة ضوئية من كوكبنا، وداخل هذه المجموعة السماوية البعيدة يوجد ثنائي من النجوم: "قزم أبيض" ميت ودور حوله نجم "عملاق أحمر" منتفخ.
والنجوم العملاقة الحمراء، التي تقترب من نهاية دورة حياتها، تشير إلى استنفاد وقود الهيدروجين داخل قلوبها، والجدير بالذكر أن هذه المرحلة التطورية تعكس المصير النهائي لشمسنا، كما أكدت وكالة ناسا، وعلماء الفلك في حالة تأهب قصوى، ويتوقعون أن انفجار نوفا يمكن أن يظهر في أي وقت بين اللحظة الحالية وسبتمبر القادم.
ويلقي برادلي شيفر، الأستاذ الفخري المتميز في الفيزياء وعلم الفلك بجامعة ولاية لويزيانا، الضوء على السياق التاريخي لهذه الظاهرة السماوية، ويعود آخر ثوران مسجل لنظام T Coronae Borealis إلى عام 1946، وتشير التوقعات إلى أن تكراره قد لا يحدث قبل ثمانية عقود تقريباً، ومع ذلك، فقد كشف بحث شيفر، الموثق في المجلة الأكاديمية تاريخ علم الفلك، عن اكتشاف رائع.
واكتشف شيفر في دراسته أدلة على وجود انفجارين منسيين منذ فترة طويلة داخل نظام T Coronae Borealis، وتم تأريخ أحد الأحداث من قبل الرهبان الألمان في عام 1217، بينما شهد الآخر عالم الفلك الإنجليزي فرانسيس ولاستون في عام 1787، ومن اللافت للنظر أن الرهبان الألمان، الذين لم يكونوا على دراية بالأهمية السماوية في ذلك الوقت، خلدوا الانفجار باعتباره حدثاً بالغ الأهمية، وأطلقوا عليه اسم "signum mirabile" باللاتينية، وترجمته إلى "فأل خير".
ويعكس إسنادهم شعوراً بالسعادة يحيط بالمشهد الكوني، وبينما تنتظر الأرض موعدها الكوني مع انفجار نوفا، يتزايد الترقب بين علماء الفلك والمتحمسين على حد سواء، ويَعِد هذا الحدث السماوي النادر بإثارة الخيال وإثارة الدهشة، ويلقي مشهدًا مضيءً على قماش السماء ليلاً.