سيشهد مهرجان تريبيكا للأفلام، وهو مهرجان سينمائي بارز في نيويورك أسسه الممثل روبرت دي نيرو، والذي يحتفل الآن بعامه العشرين، وفي شراكة رائدة مع OpenAI، من المقرر أن يعرض مهرجان تريبيكا "Sora Shorts"، وهي سلسلة من خمسة أفلام قصيرة تم إنشاؤها باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، في 15 يونيو، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض أداة تحويل النص إلى فيديو من OpenAI، Sora، في مهرجان.
وتم إنشاء الأفلام القصيرة الخمسة من قبل صناع أفلام هم جميعاً خريجو مهرجان تريبيكا، وقد التزم هؤلاء صناع الأفلام بشروط تتعلق بالذكاء الاصطناعي المنصوص عليها في اتفاقيات العام السابق مع المخرجين والممثلين والكتاب في صناعة الأفلام، وتم تثقيفهم حول كيفية استخدام أدوات OpenAI، وتم منحهم إمكانية الوصول المبكر إلى Sora، ومنحهم الحرية لإنشاء مقاطع الفيديو الخاصة بهم بشكل مستقل في غضون أسابيع قليلة.
وتأتي القصص إلينا كفيلم روائي طويل، أو تجربة غامرة، أو قطعة فنية، أو حتى فيلم قصير تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولا أستطيع الانتظار لرؤية ما ستفعله هذه المجموعة من خريجي تريبيكا المبدعين للغاية"، وهذا ما جاء في بيان من المهرجان، مسلطاً الضوء على الترقب لهذه الأعمال المبتكرة.
وقدمت OpenAI برنامج Sora في فبراير، ووصفتها بأنها أداة مصممة "لفهم ومحاكاة العالم المادي المتحرك"، في حين لم يتم إصدار Sora للجمهور بعد، تدعي OpenAI أنه يمكنه إنشاء مقاطع فيديو تصل مدتها إلى دقيقة واحدة من أوصاف النص، وتُرى هذه القدرة على إنشاء محتوى فيديو من إدخال نصي كخطوة ثورية في العملية الإبداعية.
وأثار تقديم Sora في البداية القلق بين بعض قدامى المحاربين في هوليوود، والجدير بالذكر أن المخرج تايلر بيري أوقف خططه لتوسيع الاستوديو بقيمة 800 مليون دولار بعد أن شهد قدرات Sora، واعتبرها تهديداً محتملاً لعمليات صناعة الأفلام التقليدية.
ومع ذلك، أفاد المبدعون الذين تمكنوا من الوصول إلى Sora أنها عززت بشكل كبير عملية إبداعهم، ويزعمون أن برنامج Sora يسمح لهم بالتواصل بالمفاهيم المجردة بشكل أكثر وضوحاً، وتصور الأفكار بطرق جديدة، والشعور بمزيد من الأمان في أدوارهم التي لا يمكن الاستغناء عنها كمبدعين.
ويمثل عرض "Sora Shorts" في مهرجان تريبيكا لحظة مهمة لتقاطع الذكاء الاصطناعي وصناعة الأفلام، ومع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإن تأثيرها على المجالات الإبداعية مثل صناعة الأفلام سينمو بلا شك، ويمكن أن يكون هذا الظهور الأول في تريبيكا بمثابة مقدمة لتبني وقبول أوسع للمحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام الرئيسية.