Artificial intelligence
سلط بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت وأحد أغنى الأفراد في العالم، الضوء على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في معالجة اثنين من أكثر التحديات إلحاحاً التي تواجه البشرية: تغير المناخ والأمراض، وبينما أعرب عن تفاؤله بشأن قدرات الذكاء الاصطناعي، حذر جيتس أيضاً من مخاطره المحتملة.
ووفقاً لجيتس، يمثل الذكاء الاصطناعي أداة قوية في مكافحة تغير المناخ وتحسين الرعاية الصحية، وهو يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم بشكل كبير في التقدم العلمي، مما يساعد على فهم العمليات المعقدة بشكل أفضل وتسريع الابتكار عبر مختلف المجالات، وعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز النمذجة في البحث العلمي، وتحسين فهمنا للمواد والحفازات، والمساعدة في دراسة تكوين البروتين، ويمكن أن تؤدي هذه التطورات إلى علاجات أكثر فعالية للأمراض وتطوير مصادر طاقة أنظف.
وأشار جيتس على وجه التحديد إلى طاقة الاندماج النووي كبديل نظيف واعد للوقود الأحفوري، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تطويره، ومن خلال المساعدة في تحسين ونمذجة التفاعلات المعقدة التي تنطوي عليها عملية الاندماج النووي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقربنا من تحقيق طاقة مستدامة ووفيرة.
وعلى الرغم من حماسه للفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي، أصدر جيتس تحذيراً بشأن مخاطر التكنولوجيا، وأكد أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يستخدمه الأفراد ذوو النوايا الحسنة، لأنه يحتوي أيضاً على إمكانية استغلاله من قبل المجرمين لشن هجمات إلكترونية أو التدخل السياسي، وأشار جيتس إلى أن "الدفاع يجب أن يكون أذكى من الهجوم، وسوف يستخدم كلا الجانبين الذكاء الاصطناعي لتحسين لعبتهم".
وأكد جيتس على أهمية ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي لأغراض إيجابية، ودعا إلى الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مشدداً على الحاجة إلى اليقظة لمنع إساءة استخدامه من قبل الجهات الخبيثة.
وأبرز جيتس قدرة الذكاء الاصطناعي على تسريع الابتكار ليس فقط في مجال الرعاية الصحية والطاقة، ولكن في جميع مجالات العمل، وفي الطب، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى تطوير علاجات جديدة وتقديم رعاية صحية أكثر فعالية، وفي التعليم، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير دروس خصوصية وتعزيز تجارب التعلم، وإن التطبيق الواسع للذكاء الاصطناعي يعني أنه لديه القدرة على دفع التقدم في العديد من المجالات، وتحسين نوعية الحياة ومعالجة القضايا العالمية الحرجة.
ويحتل جيتس المرتبة السابعة في قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم، ويواصل ممارسة نفوذ كبير من خلال جهوده الخيرية والدعوة إلى الابتكار التكنولوجي، وتعكس وجهات نظره حول الذكاء الاصطناعي فهماً عميقاً لكل من وعده ومخاطره، ويدعو إلى نهج متوازن يزيد من الفوائد مع تخفيف المخاطر.