Mars

المريخ، الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس، كان دائماً مصدر إلهام للعلماء وعشاق الفضاء على حد سواء، وإن سماته السطحية الغامضة وإمكانية وجود حياة عليه في الماضي أو الحاضر تجعله مرشحاً رئيسياً للاستكشاف، ومن بين ألغازه العديدة، استحوذت حفرة غريبة على السطح على انتباه الباحثين، ويمكن أن تؤدي هذه الحفرة، الواقعة في منطقة أرسيا مونس، إلى كهوف تحت الأرض أكبر، مما يوفر لمحة عن الماضي البركاني للكوكب وإمكانيات السكن البشري في المستقبل.

وتم التقاط الحفرة المذكورة بواسطة كاميرا تجربة العلوم عالية الدقة (HiRISE) على متن مركبة استكشاف المريخ التابعة لوكالة ناسا (MRO)، وتقع الحفرة في منطقة أرسيا مونس، ويبلغ عرضها بضعة أمتار فقط، وتعد أرسيا مونس واحدة من البراكين الثلاثة الخاملة في مجموعة ثارسيس مونتيس، وهي جزء من نتوء ثارسيس الواسع - وهو سهل بركاني شاسع يرتفع حوالي 10 كيلومترات فوق متوسط ​​ارتفاع المريخ، وأدى النشاط البركاني في هذه المنطقة في الماضي إلى تكوين العديد من السمات الجيولوجية، بما في ذلك الحفر التي يمكن أن تكون فتحات سقف منهارة أو فتحات في أنابيب الحمم الجوفية.

Message Dialog

وعلى الأرض والقمر، توفر الأقسام المنهارة من أنابيب الحمم، والمعروفة باسم الفتحات السقفية، إمكانية الوصول إلى الملاجئ تحت الأرض، وهذه السمات مهمة لاستكشاف المريخ لأنها يمكن أن توفر ملاجئ طبيعية من البيئة القاسية للكوكب، بما في ذلك الإشعاع وتقلبات درجات الحرارة والعواصف الغبارية، ومع ذلك، فإن تحديد ما إذا كانت الحفرة على المريخ تؤدي إلى كهف تحت الأرض أكبر لا يزال غير مؤكد.

وفي هاواي، لا تتصل السمات المماثلة المعروفة باسم الحفر البركانية بأنابيب الحمم البركانية الواسعة، وبدلاً من ذلك، فهي نتيجة لانهيارات عميقة تحت الأرض، وتتنوع هذه الحفر البركانية في العمق والعرض، حيث تتراوح من 6 إلى 186 متراً في العمق ومن 8 إلى 1140 متراً في العرض، ويبلغ عمق حفرة أرسيا مونس على المريخ حوالي 178 متراً، وهو ما يتماشى مع أبعاد الحفر البركانية الأرضية.

وعلى الرغم من عدم اليقين المحيط بالثقب المريخي، إلا أن هناك أدلة مورفولوجية تشير إلى وجود أنابيب الحمم البركانية على المريخ، ومن الناحية النظرية، فإن جاذبية المريخ الأضعف مقارنة بالأرض تسمح بتكوين أنابيب الحمم البركانية الأكبر حجماً، وتُظهِر صور الكوكب أخاديد، وهي تدل على انهيار الأنابيب، مما يعني أن الأنابيب لم تنهار كلها.

وتشير حفرة مثيرة للاهتمام على بركان المريخ بافونيس مونس إلى وجود فراغ تحته، وإذا كان هذا الفراغ عبارة عن أنبوب من الحمم البركانية، فقد يكون أكبر بكثير من تلك الموجودة على الأرض، وتثير إمكانية وجود مثل هذه الهياكل الضخمة تحت الأرض احتمالات مثيرة للاستكشاف والسكن في المستقبل.

في حين تشير الأدلة إلى وجود أنابيب الحمم البركانية على المريخ، فإن الاستكشاف المباشر ضروري لتأكيد وجودها وفهم بنيتها، وستكون المهمة الروبوتية المصممة لاستكشاف هذه الحفر والأنابيب هي الخطوة المنطقية التالية، ويمكن لمثل هذه المهمة أن توفر بيانات بالغة الأهمية، مما يمهد الطريق للمستكشفين البشر في المستقبل للاستفادة من هذه الملاجئ الطبيعية.

وعلى سطح القمر، يجري العمل بالفعل على تصميمات مفاهيمية لروبوتات قادرة على استكشاف الكهوف وأنابيب الحمم البركانية، ومن الممكن تكييف نهج مماثل مع المريخ، وإذا تبين أن أنابيب الحمم البركانية المريخية مستقرة ويمكن الوصول إليها، فقد تعمل كموائل وقائية لرواد الفضاء، وتحميهم من الظروف القاسية على الكوكب.




إقراء إيضاً : كتالوج ناسا الضخم الجديد للكواكب الخارجية يكشف عن 126 عالماً غريباً... متابعة القراءة