تم إصدار كتالوج جديد مبتكر يكشف عن 126 عالماً فضائياً خارج نظامنا الشمسي، وتتضمن هذه القائمة الشاملة مجموعة متنوعة من الكواكب المكتشفة حديثاً، بدءاً من الكواكب المتطرفة إلى العوالم التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن، وتعرض التنوع الهائل لأنظمة الكواكب في الكون، وبحسب موقع "سبايس"، فإن هذه الكواكب الخارجية تختلف بشكل كبير عن الأرض والكواكب المجاورة لها.
ومع ذلك، فإنها قد توفر رؤى مهمة حول سبب ظهور نظامنا الكوكبي كما هو، مما يساعد على تحديد سياق مكاننا داخل الكون الأوسع، وكان إنشاء كتالوج الكواكب الخارجية هذا بمثابة جهد تعاوني بين القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS) التابع لناسا ومرصد كيك في هاواي.
وقال ستيفن كين، الباحث الرئيسي في مسح TESS-Keck وعالم الفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد: "بهذه المعلومات، يمكننا أن نبدأ في الإجابة على الأسئلة حول مكان نظامنا الشمسي في النسيج الأكبر للأنظمة الكوكبية الأخرى"، وأكد كين أن هذا الكتالوج الجديد، الذي يضم 126 كوكباً خارج المجموعة الشمسية، فريد من نوعه لأنه يحتوي على بيانات شاملة عن غالبية الكواكب المدرجة.
وأضاف كين: "عدد قليل نسبياً من الكواكب الخارجية المعروفة سابقاً لديها قياسات لكل من الكتلة ونصف القطر، والجمع بين هذه القياسات يخبرنا عن الكواكب التي يمكن أن تتكون منها وكيف تشكلت"، ويوفر نهج القياس المزدوج هذا فهماً أكثر اكتمالاً لتكوين وتشكيل هذه العوالم البعيدة.
وتم تجميع الكتالوج بدقة على مدى ثلاث سنوات، واستخدم فريق البحث 13000 قياساً للتذبذبات الصغيرة في النجوم الناتجة عن الكواكب التي تدور حولها، وتعتبر هذه التذبذبات، المعروفة بقياسات السرعة الشعاعية، ضرورية لاكتشاف وتحديد خصائص أنظمة الكواكب الخارجية.
وقال إيان كروسفيلد، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كانساس والمؤلف المشارك في الكتالوج: "تسمح قياسات السرعة الشعاعية لعلماء الفلك باكتشاف ومعرفة خصائص أنظمة الكواكب الخارجية هذه"، "وعندما نرى نجماً يتمايل بانتظام ذهاباً وإياباً، يمكننا استنتاج وجود كوكب يدور حوله وقياس كتلة ذلك الكوكب."
وإن مجموعة البيانات الشاملة التي قدمها مسح TESS-Keck لا تضيف فقط إلى القائمة المتزايدة من الكواكب الخارجية المعروفة ولكنها تعزز أيضاً فهمنا لخصائصها المتنوعة، ويمثل هذا الكتالوج خطوة مهمة إلى الأمام في أبحاث الكواكب الخارجية، حيث يقدم ثروة من البيانات التي من شأنها أن تغذي الاكتشافات المستقبلية وتعمق معرفتنا بأنظمة الكواكب خارج مجموعتنا.
ومع استمرار علماء الفلك في تحليل الكتالوج، فإنهم يأملون في اكتشاف المزيد عن طبيعة هذه العوالم الغريبة وقدرتها على دعم الحياة، وسيساهم هذا البحث أيضاً في فهم أكبر لتكوين وتطور الأنظمة الكوكبية، مما يساعد في النهاية على وضع نظامنا الشمسي في سياق الكون الفسيح.