في تحول مفاجئ للأحداث، رحب العلماء البريطانيون بعودة ظهور أحد أكبر أنواع العناكب في المملكة المتحدة، وهو النوع الذي كان على وشك الانقراض ذات يوم، وشهدت هذه العناكب العملاقة، التي يتراوح حجمها من حجم الفأر إلى حجم قبضة الإنسان، زيادة كبيرة في أعدادها بعد سنوات من جهود الحفاظ عليها.
وكان العنكبوت العملاق، المعروف ببناء شبكات يصل قطرها إلى 25 سنتيمتراً، يعتبر مهدداً بالانقراض في المملكة المتحدة مؤخراً في عام 2010، وفي ذلك الوقت، كان وجوده مقتصراً على ثلاثة مواقع فقط في مقاطعتي سوفولك وساسكس، ومع ذلك، أدت حملة مخصصة لزيادة أعدادها إلى انتعاش ملحوظ، واليوم، ارتفع عدد الإناث القادرة على التكاثر إلى حوالي 4000 عنكبوت في مقاطعة نورفولك وحدها.
وأعرب تيم سترودويك، مدير محميات "ميد يير" الطبيعية، عن حماسه لجهود الحفاظ الناجحة، وقال سترودويك "نحن فخورون بعودة هذه العناكب إلى مستوياتها الطبيعية في المملكة المتحدة"، بحسب ما نقلت صحيفة "العين" الإماراتية.
وفي حين يُنظر إلى عودة ظهور العناكب العملاقة على أنها انتصار للحفاظ على البيئة، وأثار خبراء بريطانيون مخاوف بشأن الغزو المحتمل لأنواع عنكبوت غير مألوفة للبلاد، ووفقاً لصحيفة "ميرور"، كشف مسح طبيعي أجري العام الماضي في حرم بينرين بجامعة إكستر في كورنوال عن عناكب صغيرة قافزة إلى جانب 500 نوع آخر، وهذه العناكب "القافزة" مثيرة للقلق بشكل خاص بسبب قدرتها على القيام بقفزات مذهلة، سواء عند اصطياد الفريسة أو التهرب من التهديدات.
ويُعتقد أن أحد الأنواع المكتشفة حديثاً من العناكب القافزة مرتبط بأنواع أخرى من منطقة البحر الكاريبي، مما يثير المخاوف بشأن التأثير الذي قد تحدثه هذه الأنواع غير الأصلية على النظام البيئي المحلي.
وإن الزيادة في أعداد العناكب العملاقة هي شهادة على نجاح جهود الحفاظ المستهدفة، ولكنها تسلط الضوء أيضاً على التحديات المستمرة المتمثلة في إدارة وحماية الحياة البرية الأصلية مع الحماية من غزو الأنواع غير الأصلية التي قد تكون مدمرة، وبينما يحتفل العلماء بعودة هذه المخلوقات الرائعة، فإنهم يظلون يقظين بشأن العواقب الأوسع نطاقاً على البيئة الطبيعية في المملكة المتحدة.