في اكتشاف رائد، اكتشف فريق من علماء المحيطات جبلاً تحت الماء لم يكن معروفاً من قبل يعج بالحياة في جبال نازكا، وهي سلسلة جبال تحت الماء تقع على بعد 900 ميل قبالة ساحل تشيلي، وقد وجد أن هذا الجبل البحري الجديد، الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 1.9 ميل - حوالي ثلث ارتفاع جبل إيفرست - موطن لما لا يقل عن 20 نوعاً لم يسبق رؤيته من قبل، مما يسلط الضوء على الألغاز الهائلة غير المستكشفة في محيطات الأرض.
واستخدمت البعثة، التي قادها علماء من معهد شميدت للمحيطات، روبوتات متقدمة تحت الماء لاستكشاف ورسم خريطة لهذا الجبل الضخم تحت الماء، والتقطت الروبوتات صوراً مذهلة لأشكال الحياة المتنوعة المزدهرة في هذا النظام البيئي المعزول، ومن بين الأنواع المكتشفة حديثاً مخلوقات فريدة مثل ضفدع البحر و"أخطبوط كاسبر" المراوغ، وهو رأس قدم شاحب شبحي أذهل العلماء بمظهره الغريب.
كما كشف استكشاف الفريق عن شعاب مرجانية نقية تمتد على مساحة حوالي 800 متر مربع، أي ما يعادل تقريباً حجم ثلاثة ملاعب تنس، وتوفر هذه الشعاب المرجانية في أعماق البحار مأوى لمجموعة متنوعة من الكائنات البحرية غير العادية، بما في ذلك الأسماك الصخرية ونجم البحر وسرطان البحر الملكي، مما يؤكد بشكل أكبر على التنوع البيولوجي الموجود في هذه العوالم المخفية تحت الماء.
وكانت هذه هي الرحلة الاستكشافية الثالثة هذا العام التي يقوم بها معهد شميدت للمحيطات إلى منطقة جبال نازكا، بعد مهمتين سابقتين وثقتا أكثر من 150 نوعاً جديداً، وقال تومر كيتر، كبير العلماء المساعد وفني البحرية في المعهد: "منذ إكمال رحلتنا الاستكشافية الثالثة إلى المنطقة، استكشفنا حوالي 25 جبلاً بحرياً على سلسلة جبال نازكا وسالاس يي جوميز"، وقد سلطت نتائج الفريق الضوء على التنوع الملحوظ لهذه النظم البيئية في أعماق البحار بينما كشفت أيضاً عن فجوات في فهمنا لكيفية ترابط النظم البيئية للجبال البحرية.
وإن اكتشاف هذا الجبل البحري الجديد وسكانه الفريدين يسلط الضوء على أهمية استكشاف أعماق البحار في تعزيز معرفتنا بالتنوع البيولوجي في المحيطات، وأوضح كيتير: "نأمل أن تساعد البيانات التي تم جمعها من هذه البعثات في إعلام السياسات المستقبلية، وحماية هذه البيئات البكر للأجيال القادمة"، ويمكن أن تكون نتائج الفريق حاسمة في تشكيل جهود الحفاظ على البيئة والسياسات المستقبلية الرامية إلى حماية هذه النظم البيئية الهشة، والتي لا تزال غير مستكشفة إلى حد كبير وعرضة للتأثير البشري.
ونظراً لأن محيطات الأرض لا تزال غير مستكشفة بنسبة 95٪، فإن الاكتشافات مثل هذه تؤكد على الإمكانات الهائلة لمزيد من الاكتشافات الكامنة تحت الأمواج، وإن البحث الجاري في مناطق مثل جبال نازكا لا يوسع فهمنا للحياة البحرية فحسب، بل يؤكد أيضاً على الحاجة الملحة لحماية هذه البيئات الخفية والبكر للأجيال القادمة.