في العصر الرقمي الحالي، أصبح الوصول إلى هاتفك بمجرد استيقاظك عادة شائعة، وسواء كان ذلك للتحقق من الرسائل أو التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو مواكبة أحدث الأخبار، يشعر الكثير منا بالحاجة إلى بدء يومنا بهواتفنا في متناول اليد، ومع ذلك، قد تسبب هذه العادة ضرراً أكثر من نفعها، خاصة عندما يتعلق الأمر بوضوحك العقلي ورفاهتك العاطفية.
وفي حين أنه قد يكون من المغري التحقق من هاتفك في اللحظة التي تستيقظ فيها، فإن القيام بذلك يمكن أن يزيد من التوتر ويعطل صفاء ذهنك ويؤدي إلى إدمان الهاتف، وبدلاً من ذلك، فكر في تبني روتين صباحي يقظ لتحديد نغمة إيجابية ليومك، وإليك بعض الأسباب الرئيسية التي تجعلك تتوقف عن استخدام هاتفك فور الاستيقاظ:
1. يعطل الوضوح العقلي ويزيد من التوتر: أظهرت الأبحاث التي أبرزها موقع "OnlyMyHealth" أن استخدام هاتفك مباشرة بعد الاستيقاظ يمكن أن يعطل وضوحك العقلي ويزيد من مستويات التوتر، وعند الاستيقاظ، لا يزال جسمك في مرحلة انتقالية بين الراحة واليقظة، والقفز مباشرة إلى المعلومات الرقمية، مثل رسائل البريد الإلكتروني أو الأخبار الخاصة بالعمل، يمكن أن يرهق عقلك، مما يؤدي إلى التوتر والقلق.
2. يتعارض مع عملية الاستيقاظ الطبيعية: يحتاج عقلك إلى الوقت للاستيقاظ بشكل كامل بعد ساعات من الراحة، ومن خلال التحقق من هاتفك على الفور، فإنك تجبر دماغك على معالجة تدفق المعلومات في وقت مبكر جداً، مما يعطل إيقاعه الطبيعي، ويمكن أن يؤدي هذا الضغط المفاجئ على وظائفك الإدراكية إلى صعوبة انتقالك إلى اليوم بسلاسة، مما يؤدي إلى الشعور بـ "التشتت" أو القلق العقلي.
3. يزيد من خطر إدمان الهاتف: أحد التأثيرات الرئيسية طويلة المدى لاستخدام هاتفك فور الاستيقاظ هو خطر إدمان الهاتف، وبمرور الوقت، يمكن أن يؤثر هذا الإدمان سلباً على صحتك العقلية من خلال فصلك عن التفاعلات في العالم الحقيقي وزيادة اعتمادك على هاتفك للتحفيز، ولا يؤدي هذا السلوك إلى استنزاف القدرات الإدراكية لدماغك في وقت مبكر من اليوم فحسب، بل يعزز أيضاً حالة من اليقظة المفرطة المستمرة، مما يحافظ على مستويات التوتر لديك مرتفعة طوال اليوم.
4. يخلق حالة من "اليقظة المفرطة": عندما تتحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو منصات التواصل الاجتماعي أو تنبيهات الأخبار أول شيء في الصباح، فإن ذلك ينشط أجزاء من دماغك تحتاج إلى وقت للراحة، وهذا النشاط يضع عقلك في حالة من النشاط الزائد، مما يخلق حالة من اليقظة المفرطة التي يمكن أن تستمر طوال اليوم، وهذه الحالة المرتفعة تحافظ على مستويات التوتر لديك مرتفعة، مما يؤدي إلى التعب العقلي ونقص التركيز.
الحاجة إلى روتين صباحي يقظ
بدلاً من الانغماس في هاتفك على الفور، يقترح الخبراء قضاء بعض الوقت في تبني روتين صباحي أكثر وعياً، وعند الاستيقاظ، امنح نفسك 15 دقيقة على الأقل للاسترخاء في اليوم دون تشتيت انتباهك بالتكنولوجيا، وفيما يلي بعض الطرق لبدء يومك بوعي:
- التنفس والتمدد: يمكن أن تساعد تمارين التنفس اللطيفة أو التمدد الخفيف في إيقاظ جسدك وعقلك تدريجيًا.
- التأمل: يمكن لبضع دقائق من التأمل الهادئ تحسين تركيزك وضبط نغمة هادئة لبقية اليوم.
- اجلس في صمت: اسمح لنفسك بالجلوس في سلام ودع عقلك يتكيف بشكل طبيعي مع الاستيقاظ قبل القفز إلى المهام أو التشتيت الرقمي.
ومن خلال منح عقلك هذا الوقت لإعادة التشغيل، فأنت تهيئ نفسك ليوم أكثر إنتاجية وخالي من التوتر، ويعتبر الليل بمثابة فترة إعادة تشغيل لجسمك وعقلك أثناء النوم العميق، وإجبار عقلك على الدخول في "وضع العمل" فوراً في الصباح يسبب ضرراً أكثر من نفعه.