لقد أصبح تلوث المسطحات المائية بالبلاستيك أحد أكثر التحديات البيئية إلحاحًا في عصرنا، ولمكافحة هذه المشكلة، طور العلماء في المعهد الكوري الجنوبي للعلوم والتكنولوجيا روبوتات مبتكرة مصممة لتنقية مياه البحر والمسطحات المائية الأخرى عن طريق إزالة الجزيئات البلاستيكية الصغيرة، وقد تم الإبلاغ عن هذا الاختراق مؤخرًا من قبل موقع TechXplore، مسلطًا الضوء على تأثيره المحتمل على النظم البيئية البحرية.

والجزيئات البلاستيكية الصغيرة، والتي يشار إليها غالبًا باسم البلاستيك الدقيق، منتشرة في البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات، وتشكل هذه الجزيئات، التي تتراوح في الحجم من بضعة ميكرونات إلى عدة ملليمترات، تهديدًا كبيرًا للحياة المائية وجودة المياه، وقد أثبتت الطرق التقليدية لإزالة هذه الملوثات، مثل المصافي والمرشحات، عدم كفايتها بسبب ميلها إلى الانسداد بالنفايات المتراكمة والحطام البلاستيكي، وقد استلزم هذا القيد تطوير حلول أكثر تقدمًا وكفاءة.

وللتغلب على هذا التحدي، صمم الباحثون في المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا روبوتات تستخدم آلية جديدة لجمع جزيئات البلاستيك من الماء، وتم تجهيز هذه الروبوتات بأقراص دوارة مزودة بتروس، وبينما تتحرك الروبوتات عبر الماء، تلتقط الأقراص الدوارة والتروس جزيئات البلاستيك الصغيرة بفعالية، وعلى عكس أنظمة الترشيح التقليدية، تتجنب هذه الروبوتات المشكلات المتعلقة بالانسداد، مما يضمن التشغيل المستدام والكفاءة.

الميزات الرئيسية للروبوتات

1- جمع البلاستيك المستهدف: تم تصميم الروبوتات خصيصًا لجمع جزيئات البلاستيك التي تتراوح في الحجم من 1 ميكرون إلى 4 ملليمترات، ويسمح لها هذا التركيز بمعالجة تلوث البلاستيك الدقيق بشكل أكثر فعالية من الطرق التقليدية.

1- التنوع في التعامل مع المواد: يمكنها جمع مجموعة متنوعة من المواد البلاستيكية، بما في ذلك البوليسترين والبولي بروبيلين والبولي إيثيلين، وهذا التنوع يجعلها مناسبة للبيئات المائية المتنوعة.

1- التكيف مع التطبيقات المختلفة: يمكن نشر هذه الروبوتات في البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات، وبالإضافة إلى ذلك، يتم تصور إصدارات متخصصة للاستخدام في مزارع الأسماك أو حتى لأنظمة تنقية المياه المنزلية.

ويمثل تطوير هذه الروبوتات خطوة كبيرة إلى الأمام في معالجة التلوث البلاستيكي، ومن خلال استهداف المواد البلاستيكية الدقيقة، يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في استعادة والحفاظ على صحة النظم البيئية المائية، كما تفتح قدرة هذه الروبوتات على التكيف آفاقًا لتطبيقات أوسع، مثل تعزيز استدامة تربية الأسماك وتحسين جودة مياه الشرب في المنازل.

ويعد تقديم الروبوتات لتنقية المياه من قبل العلماء الكوريين الجنوبيين ابتكارًا واعدًا في مكافحة التلوث البلاستيكي، وبفضل تصميمها ووظائفها الفريدة، تتمتع هذه الروبوتات بالقدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي ننظف بها المسطحات المائية لدينا ومعالجة واحدة من أكثر القضايا البيئية أهمية في عصرنا، ومع تطور هذه التقنيات، فقد تصبح أدوات لا غنى عنها في الحفاظ على النظم البيئية البحرية وضمان مياه أنظف وأكثر صحة للجميع.