في عصر الذكاء الاصطناعي، تتطور حتى الأشياء اليومية مثل فرشاة الأسنان لتوفير رؤى حول صحة الإنسان، وقد تفعل فرشاة الأسنان عالية التقنية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد تنظيف أسنانك - فقد تصبح جهاز مراقبة شخصي للصحة، وتتبع العادات مثل التدخين واستهلاك الكحول، وحتى اكتشاف الأمراض قبل ظهور الأعراض.

ووفقًا لعالم المستقبل ويليام هيجام من شركة Next Big Thing Consulting، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في أجهزة مثل فرشاة الأسنان قد يجعل الخيال العلمي حقيقة واقعة قريبًا، ويقارن هيجام هذه التطورات بجهاز tricorder من Star Trek، والذي يمكنه تشخيص المشكلات الصحية على الفور.

ويمكن لفرشاة الأسنان الذكية هذه، المجهزة بأجهزة استشعار متقدمة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، تحليل اللعاب لمراقبة مقاييس صحية مختلفة، مثل: تغيرات الوزن، وتناول السعرات الحرارية، واستهلاك الكحول، وعادات التدخين، ويمكن بعد ذلك إرسال هذه المعلومات مباشرة إلى مقدمي الرعاية الصحية أو شركات التأمين، وعلى سبيل المثال، قد يؤدي الحفاظ على الصحة إلى خفض أقساط التأمين، مما يخلق حافزًا لاختيارات نمط حياة أفضل.

ولا تقتصر إمكانات مراقبة الصحة بالذكاء الاصطناعي على فرشاة الأسنان، ويقترح هيغام أن العناصر المنزلية الأخرى، مثل المراحيض، يمكن أن تحلل النفايات لتوفير ملف صحي شامل، وهذا من شأنه أن يجعل تتبع صحة المرء بسيطًا مثل تنظيف الأسنان أو سحب المرحاض.

وبالإضافة إلى مراقبة صحة الإنسان، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا سد فجوات الاتصال بين البشر وحيواناتهم الأليفة، ويقال إن العلماء يطورون مترجمين للحيوانات الأليفة مدعومين بالذكاء الاصطناعي، والذين يمكنهم فك شفرة المواء والنباح، مما يسمح لأصحاب الحيوانات الأليفة بفهم رفاقهم ذوي الفراء بشكل أفضل، وقد تسمح مثل هذه الأجهزة، التي يمكن دمجها في أطواق، للحيوانات الأليفة "بالطلب" للمشي أو المكافآت.

وفي حين أن الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والحياة اليومية رائدة، إلا أنها تثير أيضًا مخاوف أخلاقية ووجودية، وحذر رجل الأعمال والمؤلف جوناثان ماكدونالد من أن الذكاء الاصطناعي يمثل "نوعًا جديدًا" لديه القدرة على فرض تهديدات كبيرة، وتثير قدرة الذكاء الاصطناعي على جمع وتحليل البيانات الشخصية الحميمة تساؤلات حول الخصوصية وأمن البيانات ودور التكنولوجيا في حياة الإنسان.

ويبشر ظهور فرشاة الأسنان التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وغيرها من الأجهزة الذكية بعصر جديد في مراقبة الصحة الشخصية والراحة اليومية، ومن اكتشاف المشكلات الصحية في وقت مبكر إلى فهم حيواناتنا الأليفة، تعد هذه الابتكارات بتحويل حياتنا، ومع ذلك، مع تزايد تكامل هذه التقنيات في روتيننا، يجب على المجتمع أن يتعامل بعناية مع التحديات الأخلاقية والخصوصية التي تقدمها.