لقد حير لغز الموت البشرية لفترة طويلة، مما أثار تساؤلات عميقة حول ما إذا كان يمثل النهاية النهائية أو الانتقال إلى شكل آخر من أشكال الوجود، وفي حين يعتقد البعض أن الموت يؤدي إلى الفناء الكامل، يزعم آخرون أنه مجرد بوابة إلى عالم آخر، وفي هذا النقاش، أشعل عالم الفيزياء الفلكية الكندي الدكتور هيو روس الجدل من خلال تقديم ما يدعي أنه دليل علمي يشير إلى إمكانية وجود حياة بعد الموت.

ويزعم الدكتور روس أن بنية الكون ذاتها تشير إلى وجود عالم آخر خارج الإدراك البشري، ويمتد الكون المرئي على مساحة 93 مليار سنة ضوئية تقريبًا ويتوسع باستمرار، وهذا التوسع يعني أن هناك مناطق شاسعة من الكون لن نتمكن أبدًا من رؤيتها، وهو ما يشير، وفقًا لروس، إلى وجود حقائق خارج نطاقنا المرئي.

وكما يشير إلى نظرية النسبية العامة لأينشتاين، والتي تعني ضرورة وجود قوة خارجية خارج الزمان والمكان والتي بدأت الكون. يؤكد روس أنه إذا كان للكون بداية ويتطلب سببًا لوجوده، فمن المنطقي أن يكون هناك عالم آخر خارج فهمنا الحالي.

ويلفت الدكتور روس الانتباه إلى الكتاب المقدس، ويجادل بأنه يحتوي على رؤى علمية وتاريخية تتوافق مع الاكتشافات الحديثة، ويستشهد بوصف توسع السماوات، والذي يتماشى مع نظرية الانفجار العظيم، وبالإضافة إلى ذلك، يشير إلى نبوءات من سفر دانيال، الذي تنبأ بصعود وسقوط إمبراطوريات مثل الإمبراطوريتين البابلية والفارسية، مما يشير إلى وجود مصدر للمعرفة يتجاوز الفهم البشري.

وتتعلق إحدى ادعاءات روس الأكثر إثارة للجدل بالأجسام الطائرة المجهولة، ويقترح أن بعض مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة يمكن أن تشير إلى وجود كائنات أو كيانات من عالم آخر، وخاصة تلك التي تتحدى قوانين الفيزياء المعروفة، وقد اقترح بعض العلماء، مثل جاك فالي، أن الأجسام الطائرة المجهولة قد تكون متعددة الأبعاد، أي أنها تنشأ من واقع آخر وليس من الفضاء العميق، وإذا كان هذا صحيحًا، فقد يدعم فكرة الأبعاد التي تتجاوز الإدراك البشري.

وربما يأتي الدليل الأكثر إقناعًا في حجة روس من تجارب الاقتراب من الموت. تحدث هذه التجارب عندما يبلغ الأفراد عن تجارب حية على الرغم من عدم إظهار أدمغتهم لأي علامات على النشاط. تشمل الموضوعات الشائعة في تجارب الاقتراب من الموت ما يلي: الشعور بالانفصال عن الجسم المادي، ورؤية نفق ساطع من الضوء، وتجربة السلام والسكينة العميقة، ومشاهدة مشاهد من حياة سابقة.

وفي حين تظل ادعاءات الدكتور هيو روس مثيرة للجدال والنقاش بين العلماء والفلاسفة، فإنها تثير أسئلة جوهرية حول طبيعة الوجود، فهل تشير حدود كوننا، والرؤى الدينية، واللقاءات غير المفسرة مع الأجسام الطائرة المجهولة، وتجارب الاقتراب من الموت إلى وجود حياة بعد الموت؟ ورغم أن الإجابات الحاسمة لا تزال بعيدة المنال، فإن المناقشة تتحدى فهمنا للواقع وتبقي المناقشة حية - ربما حتى بعد الموت نفسه.