في حدث سماويّ بارز، رُصد كسوف شمسيّ من سطح القمر، مُقدّمًا منظورًا فريدًا يتناقض مع خسوف القمر الذي شُهِد على الأرض، والتقطت مركبة "بلو جوست" التابعة لشركة "فايرفلاي إيروسبيس"، العاملة حاليًا على سطح القمر، هذه الظاهرة الاستثنائية، وتُقدّم الصور والفيديو مشهدًا خلابًا للأرض وهي تمر أمام الشمس، مُلقيةً بظلالها على سطح القمر.

ويحدث الكسوف عندما يصطف القمر والأرض والشمس على خط مستقيم، وبينما شاهد سكان الأرض القمر وهو يتحوّل إلى اللون الأحمر خلال الخسوف، التقطت مركبة "بلو جوست" العكس: الأرض تحجب الشمس عن القمر، ووصفت "فايرفلاي إيروسبيس" هذا الحدث بالتاريخي، إذ يُمثّل أول مرة تُسجّل فيها شركة تجارية كسوفًا كليًا للشمس من سطح القمر، وتُظهر الصورة التي نشرتها "فايرفلاي" الشمس وهي تبدأ بالظهور من خلف الأرض، مُسلّطةً الضوء على هذا الاصطفاف النادر لهذه الأجرام السماوية.

وسجلت المركبة الفضائية أيضًا فيديو مذهلاً للكسوف، أُنتج من خلال تجميع سلسلة من الصور بتعريضات متفاوتة لمراعاة ظروف الإضاءة المتغيرة، ويبدو سطح القمر أحمر اللون بسبب تسرب ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، مما يخلق بيئة غريبة وآسرة، ومن المثير للاهتمام أن الفيديو يتضمن نسختين من الكسوف: الصورة الرئيسية وانعكاس على اللوحة الشمسية للمركبة الفضائية.

وبالإضافة إلى الكسوف، التقطت مركبة "الشبح الأزرق" صورًا مذهلة أخرى، بما في ذلك منظر للشمس في بداية الكسوف، التُقط حوالي الساعة 1:30 صباحًا بالتوقيت الشرقي، كما التقطت المركبة الفضائية صورًا للأرض من القمر، مقدمةً لمحة نادرة عن كوكبنا من هذه النقطة البعيدة.

وسوف تستمر مهمة "الشبح الأزرق"، التي تتضمن التقاط غروب الشمس القمري، حتى 16 مارس، ولا توفر هذه المراقبة الرائدة منظورًا جديدًا للكسوف فحسب، بل تُظهر أيضًا قدرات البعثات القمرية التجارية في تعزيز فهمنا للفضاء.