2024 YR4

يراقب علماء الفلك مسار كويكب يُحتمل أن يكون خطيرًا، يُدعى 2024 YR4، عن كثب، حيث تتوقع حسابات جديدة اصطدامًا محتملًا بالقمر في عام 2032، وكشف باحثون من مسح كاتالينا للسماء التابع لجامعة أريزونا أنه على الرغم من أن الأرض تبدو في مأمن من الاصطدام المباشر، إلا أن الاصطدام القمري قد يكون له عواقب وخيمة على كوكبنا.

وتتحرك هذه الصخرة الفضائية الضخمة، التي يُقدر حجمها بحجم ناطحة سحاب، عبر الفضاء بسرعة مذهلة تبلغ 17 كيلومترًا في الثانية، ويقترب هذا الكويكب "قاتل المدن" من الأرض كل أربع سنوات، ومن المتوقع أن يقترب أكثر من أي وقت مضى في عام 2032، وأثارت الملاحظات الأولية مخاوف عندما حسبت ناسا احتمالًا مقلقًا بنسبة 20% لاصطدامها بالأرض، لكن التحليلات اللاحقة التي أجرتها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) قللت هذا الخطر إلى ما يقرب من الصفر.

وشرح لوكا كونفيرسي، عالم وكالة الفضاء الأوروبية، الحسابات المُعدّلة قائلاً: "أشارت التوقعات المدارية المبكرة إلى أن الكويكب قد يمر على بُعد حوالي مليون كيلومتر من الأرض - وهو ما يكفي ليُشكّل تهديدًا خطيرًا، ومع ذلك، ومع جمعنا المزيد من البيانات، خلصنا إلى أن الأرض بعيدة تمامًا عن الخطر خلال هذا الاصطدام".

وفي حين أن الأرض قد تنجو، يُحذّر العلماء من أن اصطدامًا قمريًا قد يؤثر على كوكبنا، وأشار ديفيد رانكين، مهندس العمليات في مسح كاتالينا للسماء، إلى أن مثل هذا الاصطدام قد يُؤدي إلى قذف مواد قمرية إلى الفضاء، مع احتمال وصول بعض الحطام إلى جوار الأرض، ورغم أن هذه المواد المُقذفة ليست كارثية، إلا أنها قد تُسبب زخات نيزكية أو تُشكّل خطرًا على الأقمار الصناعية في مدار الأرض.

ويُمثّل الكويكب 2024 YR4 تذكيرًا هامًا بالطبيعة الديناميكية لنظامنا الشمسي وضرورة توخي الحذر المستمر في تتبع الأجسام القريبة من الأرض، وسيواصل علماء الفلك رصد هذه الصخرة الفضائية مع اقتراب موعد اصطدامها عام 2023، مستغلين الفرصة لتحسين نماذج التنبؤ بالاصطدامات التي قد تكون حاسمة لجهود الدفاع الكوكبي المستقبلية.

ويسلط هذا الحدث الضوء على التقدم المحرز في تكنولوجيا الكشف عن الكويكبات، والحاجة المستمرة إلى أنظمة رصد مُحسّنة لحماية الأرض من التهديدات الكونية المحتملة، وبينما نجحنا في تفادي هذا "الكويكب القاتل" تحديدًا، فإن هذه الحادثة التي كادت أن تُودي بحياة الكثيرين تُؤكد أهمية الحفاظ على قدراتنا الدفاعية الكوكبية وتوسيعها.




إقراء إيضاً : ظاهرة قمر الدم تزين السماء قريباً !.. متابعة القراءة