Soda Water
تتضح العلاقة بين استهلاك السكر المضاف والإصابة بأمراض القلب بشكل متزايد، حيث يُسلّط الخبراء الضوء على صلة قوية بشكل خاص بالمشروبات المُحلاة بالسكر مثل الصودا، وبينما قد تبدو الحلوى العرضية أقل إثارة للقلق، تشير الأبحاث إلى أن السكريات السائلة الموجودة في الصودا تُشكّل تهديدًا كبيرًا لصحة القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ومما يُثير القلق، أن بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تكشف أن ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة يستهلكون مشروبًا واحدًا على الأقل مُحلى بالسكر يوميًا، وإلى جانب ارتباطها المعروف بالسمنة وتسوس الأسنان، تُشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Public Health إلى أن تأثير المشروبات السكرية على صحتنا، وخاصةً على قلوبنا، قد يكون أكثر ضررًا من تأثير أشكال أخرى من السكر المضاف.
وقيّم هذا البحث المُوسّع العادات الغذائية ونمط الحياة لما يقرب من 70,000 بالغ سويدي تتراوح أعمارهم بين 45 و83 عامًا على مدى فترة تزيد عن عقدين، وصنّفت الدراسة استهلاكهم للسكر إلى ثلاث مجموعات رئيسية: المشروبات المحلاة بالسكر (بما في ذلك المشروبات الغازية، ومشروبات الفاكهة، والشاي المُحلى بالسكر الحقيقي)، والمعجنات والحلويات (مثل الآيس كريم والشوكولاتة)، والسكريات المضافة الأخرى (مثل العسل والمربى والمربى).
وكشف تحليل هذه البيانات طويلة الأمد عن اتجاه مثير للقلق: ارتبطت المشروبات المحلاة بالسكر بشكل كبير بارتفاع خطر الإصابة بالعديد من مشاكل القلب والأوعية الدموية الخطيرة، بما في ذلك السكتة الدماغية الإقفارية، وقصور القلب، وتضيق الأبهر.
على وجه التحديد، وجد الباحثون أن تناول أكثر من ثماني حصص من المشروبات المحلاة بالسكر أسبوعيًا يرتبط بما يلي: زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية بنسبة 19%، وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 18%، وزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 11%، وزيادة خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الأبهرية البطنية بنسبة 31%.
ويشير الخبراء إلى الكمية الهائلة من السكر المضاف في علبة مشروب غازي نموذجية، والتي غالبًا ما تحتوي على حوالي 40 جرامًا - وهو ما يتجاوز 80% من الحد الأقصى للاستهلاك اليومي الموصى به من قبل جمعية القلب الأمريكية، وتؤكد هذه الدراسة أن هذه المشروبات السكرية ليست مجرد سعرات حرارية فارغة، بل هي عامل رئيسي يساهم في ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفقًا للخبراء، يلعب الشكل السائل للسعرات الحرارية في الصودا دورًا حاسمًا في آثارها الضارة، فعلى عكس الأطعمة الصلبة، تميل السعرات الحرارية السائلة إلى توفير شعور أقل بالشبع، مما يعني أن الناس لا يشعرون بالشبع بعد تناولها، وغالبًا ما يؤدي هذا إلى التقليل من تقدير السعرات الحرارية المُتناولة وعدم تعويضها بتناول كميات أقل من الأطعمة الأخرى، مما يُسهم في النهاية في زيادة الوزن والسمنة، وهما عاملان رئيسيان لخطر الإصابة بأمراض القلب.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة تُشير إلى أن الحلويات مثل الآيس كريم قد تكون أقل ارتباطًا بهذه المخاطر القلبية الوعائية المحددة، ويفترض الباحثون أن هذا قد يعود إلى تناول الحلويات غالبًا مع أطعمة أخرى غنية بالعناصر الغذائية، مما قد يُخفف من بعض الآثار السلبية، ومع ذلك، يُشددون على ضرورة إجراء مزيد من البحث لفهم هذه الفروق الدقيقة بشكل كامل.