في الطابق السفلي الرمادي البارد لجامعة جنوب الدنمارك توجد غرفة بها ما يقرب من 10000 دلو بلاستيكي أبيض مع أرقام مكتوبة على كل واحدة وعند المشي في ممرات الأرفف الدوارة التي توضع عليها الدلاء ليس هناك الكثير لإخبارك أن هذه هي أكبر مجموعة من الأدمغة في العالم.
وكل دلو يشبه دمية روسية يحتوي على دلو أصفر أصلي أصغر حجمًا لمنع المحتويات من التسرب إلى الحاوية البيضاء وداخل كل دلو أصفر يوجد دماغ محفوظ في محلول الفورمالديهايد تم حصاده بين عامي 1945 و 1982 وداخل المنشأة الأمريكية حيث ينتظر 199 إنسانًا ميتًا قانونيًا وما يقرب من 100 حيوان أليف إحيائهم.
وكان العقل المدبر وراء المجموعة الكبرى هو الطبيب الدنماركي البارز إريك سترومغرين والباحث الأيسلندي لارس أينارسون وأسسوا معهد علم أمراض الدماغ في عام 1945 في ريسكوف غرب الدنمارك على أمل أن يتمكن علماء وأطباء المستقبل من فحص الأدمغة مرة أخرى في وقت لاحق عندما يتقدم العلم.
وتم جمع ما مجموعه 9479 دماغًا من مرضى نفسيين تم تشخيص إصابتهم بالخرف والفصام والهوس والاكتئاب وتم إرسال الأدمغة المستخرجة أثناء التشريح من مستشفيات الأمراض العقلية الحكومية عبر الدنمارك بالبريد ومن ثم كانوا يجلسون في الصناديق لبضعة أسابيع قبل تقطيعهم إلى قطع ووضعهم في محلول الفورمالديهايد للحفظ.
وتوقف العمل في المجموعة لأسباب مالية في عام 1982 وتم نقلها في النهاية إلى مدينة أخرى Odense في عام 2017 وتم الاحتفاظ بالعينات مع دفاتر السجلات التي تحتوي على معلومات حول كل مريض ما يسمى بمجلات الدماغ ويعمل الباحثون في جامعة جنوب الدنمارك حاليًا على رقمنة هذه السجلات حتى يتمكن مجتمع أوسع من العلماء من الوصول إليها.
ويقول الخبراء المختصون إن المجموعة توفر الرؤى الرائعة والفرص الوفيرة للباحثين فهو لا يسمح للباحثين فقط بأخذ عينات من مجموعات سكانية مختلفة ولكن أيضًا للتحقيق في آثار العلاج النفسي الحديث لأن بعض الأدمغة من أشخاص لم يتلقوا أي تدخل طبي حديث.